الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المحتوى «الملك»

قبل عام 1990 لم تتوفر طرق اتصالية لإقناع المستهلكين بقيمة المنتجات والخدمات المتعددة، والتي تمثلت في منصات مثل الفاكس، البريد الإلكتروني، التلفزيون والراديو، الإعلانات المبوبة والإعلانات الخارجية، بينما في لحظة كتابة هذه الكلمات هناك آلاف القنوات التي يستخدمها المسوقون للوصول إلى جماهير مختلفة، بغرض الإقناع والتأثير ودعم المبيعات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة الوصول إلى الأهداف التسويقية، وذلك بسبب عنصر الجمهور والذي يلعب فهمه دوراً كبيراً في تحقيق النتائج.

كانت الوسائل الإعلامية تمتلك قدراً كبيراً من التحكم في الرسائل وطريقة تأثيرها قبل سنوات، بينما يفرض الانفتاح على هذه الفرص التسويقية المتعددة اليوم تحدياً جديداً من حيث تحول كبير في الأدوار، حيث أصبح المستهلك هو المتحكم الأول في مسار عملية صناعة المحتوى، فالأمر يجب أن يبدأ دائماً من المتلقي واهتماماته واحتياجاته التي تدفعه لقراءة أو مشاهدة أو الاستماع لمحتوى دون غيره.

قام هذا التحول على عدد من الأسباب هي: ذوبان الحدود التكنولوجية، توفر المواهب، تعدد وتنوع المحتوى، منصات التواصل الاجتماعي، وأدوات البحث.

70 % من الأشخاص يفضلون البحث الذاتي عن المعلومات المرتبطة بالمنتجات والخدمات بدل مشاهدة الإعلانات

تشير نتائج الدراسات المقدمة من عدد من المنصات المتخصصة في مجال صناعة المحتوى، حول طبيعة استهلاك الجمهور لما تنشره الشركات المختلفة، إلى أن 70% من الأشخاص يفضلون البحث الذاتي عن المعلومات المرتبطة بالمنتجات والخدمات مقارنة بالإعلانات، كما أنهم يفضلون قضاء وقت أكثر بـ22 مرة في التفاعل مع المقالات التي تتحدث عن المنتجات على مشاهدة إعلان حولها، و64% من المستهلكين يريدون التواصل بشكل مباشر مع العلامات التجارية. تترجم هذه الإحصائيات حقيقة أننا لم نعد بحاجة إلى مؤسسات وسيطة لنقل رسائلنا للجمهور، ولكن إلى استراتيجيات واضحة لصناعة المحتوى المتفوق أو «الملك».

يتشكل هذا النموذج الجديد في صناعة المحتوى من خطوات أساسية أهمها: معرفة مجال المعرفة التي يشكل نقطة قوة بالنسبة لصانع المحتوى، اكتشاف دائرة التخصصية التي تجعل ما نقدمه مختلفاً عن الآخرين، اختيار قاعدة نشر تتناسب مع نوع المنتج أو الخدمة، بناء قاعدة جمهور ترتبط بنا كمصدر موثوق ووحيد لهذه المعلومات، تصميم تجربة تفاعلية مع المتلقي تحول المحتوى إلى مصدر ربح، بالإضافة إلى استخدام قنوات متعددة للنشر.