الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

على ظهر أبوفلة!

حسن سليمان المعروف بـ«أبو فلة» هو يوتيوبر شهير من مواليد الكويت يبلغ من العمر 23 سنة، بدأ مسيرته كصانع محتوى على يوتيوب عام 2016، ولديه ما يقارب 22 مليون مشترك بالقناة، ويعتبر من أكبر صانعي المحتوى في المنطقة العربية بمجال ألعاب الفيديو، قام بعمل عدة مشاريع خيرية، أهمها بناء مسجد بأفريقيا من خلال جمع التبرعات منه ومن متابعيه احتفاءً بوصوله للمليون متابع، ونفس الأمر حصل عند زيادة متابعيه كل مليون، وبمناسبة تخطيه حاجز الـ20 مليون متابع على قناته باليوتيوب، قام بحملة للاجئين بعنوان «لنجعل شتاءهم أدفأ» وحدد جمع 10 ملايين دولار، واستطاع بالتنسيق مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية، أن ينجح في جمع هذا المبلغ في الإمارات وتجاوزه إلى 11 مليون دولار، بحيث يتم دفعها إلى مفوضية اللاجئين لشراء ما يلزم للمحتاجين، ولأن المبلغ كبير، كان لا بد من التدقيق المالي والقانوني من عدة أطراف على هذه الأموال، لذلك اضطُرت مفوضية اللاجئين بعمل تكييف قانوني للاستفادة من المبلغ، وذكرت مفوضية اللاجئين أن نصف هذا المبلغ سوف يذهب إلى جهود المفوضية للوصول إلى المحتاجين، وهنا فُهم أنها سوف تذهب إلى معاشات موظفي المفوضية وسياراتهم وشايهم وقهوتهم على ظهر أبوفلة، ولكن ظهر توضيح من المفوضية ينفي ذلك، وأن هذا مجرد سوء فهم، وأن كل التبرعات ستذهب للاجئين.. بصراحة.. صدقتكم!

كم من حملة تبرعات كان هدفها نقياً وشريفاً، ولكن تحولت هذه الأموال إلى من لا يستحقها

كم من حملة تبرعات كان هدفها نقياً وشريفاً، ولكن تحولت هذه الأموال إلى من لا يستحقها، فبعد تدفق موجات اللجوء الإنساني من دول ما يسمى «الربيع العربي»، ظهرت لجان أغلبها مجهولة المصدر في الكثير من الدول العربية في المساجد والمراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا وأستراليا، بدعوى أنها تتبنى حملة تبرعات خيرية، ولكن بعضها يذهب لتمويل- بشكل مباشر- الإرهاب، كداعش أو دعم منظمات مشبوهه، وفي أبعد تقدير تذهب بعض التبرعات لشراء مطاعم وخمّارات في شرق أوروبا بزعم دعم المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

لقد حثنا ديننا على الصدقة والزكاة، وأخلاقنا العربية تطلب منا إغاثة الملهوف والمحتاج، ولكن علينا أن نتأكد أين تذهب هذه الأموال؟ وماذا يُفعل بها! ولكن قصة (أنتوا عطونا كاش.. واحنا بنتصرف) جعلت البعض يبني قصوراً وفنادق فخمة لهم ولأبنائهم، وجعلتهم يسيطرون على المحتاجين من أبناء جلدتهم، ويوجهونهم بحسب أهواء تلك القيادات التي سيطرت على التبرعات، فمرة يصفقون للمتبرع ومرة يحرقون صورته، وكله.. بفلوس المتبرعين!