الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بنت البلد

قبل عدة سنوات كنت ضيفاً ومتحدثاً في مهرجان طيران الإمارات للآداب الذي يقام سنوياً تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

يستضيف المهرجان سنوياً عشرات الأدباء والكُتاب الفنانين من مختلف الفنون وكل من له علاقة بالأدب والإعلام، يتميز المهرجان بالفعاليات المتعددة والحلقات النقاشية مع الجمهور، ويعمل على تعزيز مكانة ودور الكتب وإثراء الثقافة والأدب بشتى أنواعه، كما تنظم المدارس زيارات للطلبة للتعرف على المهرجان ومحاورة الأدباء والمفكرين المشاركين في دورة المهرجان السنوية.

كانت تلك المرة الأولى التي ألتقي فيها بالسيدة إيزايبل أبوالهول المديرة التنفيذية وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، ومن لا يعرف من هي إيزابيل فهي باختصار زوجة قائد شرطة دبي السابق عبدالله بالهول، ووالدة سفير الإمارات في لندن منصور عبدالله بالهول الفلاسي، أم منصور كما تحب أن يناديها الآخرون إنسانة شغوفة بالأدب والثقافة كرست ذلك من خلال امتلاكها لمكتبة "المجرودي" المعروفة في الدولة، إضافة إلى أنشطتها المتعددة في تعزيز الثقافة في الدولة وبالأخص عن طريق مهرجان طيران الإمارات للآداب.


كان لقاء واحداً معها تميز بالصدق والشفافية، كنت حينها واقفاً على استحياء مع مجموعة من المدعوين والمشاركين في المهرجان لالتقاط الصورة التذكارية للمهرجان، قبل أن تلمحني دون أن تعرفني شخصياً وتدعوني للوقوف بجانبها في الصف الأول.


نظرت إلى بطاقة التعريف التي كنت أضعها وقالت: أنت ابن البلد، عليك أن تقف في الصفوف الأولى ليعرفك الآخرون، هذا مهرجان عالمي، لا تقف في الخلف، أنت وإخوانك من المواطنين يجب أن تقودوا مسيرة الأدب والثقافة في الإمارات!

كانت تتحدث باللهجة الإماراتية وأنا أنظر إليها بإعجاب شديد لإتقانها هذه اللهجة، تحدثت معي عن حضورها إلى دبي للمرة الأولى، وعن زواجها بقائد شرطة دبي الأسبق عبدالله بالهول، وعن أبنائها وبناتها، وتركيزها على ضرورة انتماء المواطن إلى بلده ثقافة ولغة، وألّا يجعل اهتمامه بالثقافات الغربية مقدماً على ثقافته المحلية والعربية.
ربما مرّ على هذا الموقف أكثر من 8 سنوات إلا أنه دائماً ما يكون حاضراً أمامي عندما أرى كيف يهتم البعض بالأجنبي على حساب المواطن الكفء، وكيف يُهمَّش المبدعون في بعض المواقع لأن المدير المسؤول يؤمن بأن الأجنبي يعرف ويفهم في كل شيء حتى وإن كان فعلياً لا يفقه في أي شيء.