الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

مُجدداً

قبل أيام اجتمعت عن بعد مع أحد رواد الأعمال من واشنطن في الولايات المتحدة، وكان يخطط لزيارة لدبي.. حرصت أن يضيف زيارة إكسبو 2020 دبي على جدول أعماله، ليطلع على كل شيء مبهر فيه، من جمال الأجنحة والمرافق، وروعة الثقافات والفعاليات.

أخبرته عن أهمية زيارة أبراج الإمارات، فهناك مراكز إبداعية ونماذج إدارية لا مثيل لها في العالم، وطبعاً نصحته بزيارة برج خليفة، أطول بنيان شيده الإنسان، وعن جزيرة النخلة، وأعجوبة بنائها وتطويرها... كان يبحث على محركات البحث عن كل اسم شاركته، وسألني عن المبنى الظاهر في خلفية نافذة قاعة الاجتماعات، والمكتسي بجمال أحرف اللغة العربية.. لا يختلف اثنان على روعة متحف المستقبل، وتذكرت أن زيارته تتزامن مع افتتاحه... وأخبرته بقصته، وكيف لنا نحن -العاملين في أبراج الإمارات- ذكريات خاصة تابعناه فيها لحظة بلحظة، من المخيلة إلى الفكرة إلى الهيكل والمعدن، ومن ثم إلى تحفة هي الأجمل في العالم.

صديقي في واشنطن، المدينة التي يتجاوز عمرها الـ250 عاماً، كان منذهلاً منبهراً بكل ما سمع عنه ورآه قبل وصوله، فما بالكم بردة فعله عندما يزور وطني... لا شك أنه سيعيش أياماً وسيحظى بذكريات لا تُنسى في بيئة مزدحمة بكل ما هو مبدعٍ ومبهرٍ ورائع.

استذكرت خلال حديثي معه عبارة لا أنساها لأحد أساتذتي أثناء دراستي في الولايات المتحدة، «don't take anything for granted» وتعني: على الإنسان ألّا يعتاد على النعم، ويتعامل مع وجود الأشياء كمسلّمات، فيفقد شعور الامتنان والتقدير.

أستذكر مقولة مُدرسي، أهمية ألّا نعتاد على النعم ونتعامل معها كمسلّمات.. فخلف كل أمر بسيط اعتدنا عليه سنوات من العمل الشاق، وعشرات من المجتهدين والمثابرين

تذكرت أننا قبل أشهر قليلة احتفلنا بافتتاح إكسبو الذي ظل حلماً يراودنا منذ سنوات، وبعده بأسابيع احتفلنا بالخمسين، وبكل ما تحقق من الوصول إلى المريخ وغيرها من منجزات.. حتى إن بعض المناسبات الهامة كافتتاح جسر إنفنيتي في دبي ظهر كحدث اعتيادي بينما قد يمتد تشييد جسر مثله في بعض المدن لعشرات السنوات، وافتتحت مراكز تسوق ضخمة مثل دبي هيلز مول... لقد صار المُبهر أمراً معتاداً، والأفضل شيئاً طبيعياً، والأروع والأجمل والأكبر والأضخم أمراً مستمراً... وصار المتوقع من وطننا دائماً!

ولكن أعود لأستذكر مقولة مُدرسي، أهمية ألّا نعتاد على النعم ونتعامل معها كمسلمات.. فخلف كل أمر بسيط اعتدنا عليه سنوات من العمل الشاق، وعشرات من المجتهدين والمثابرين، وقائد حلم وفكر وعمل وسهر وتعلم ولم يراهن ثانية على الحظ والصدفة.. ولم يتوقف عن إبهار العالم مراراً وتكراراً.. كم نحن محظوظون بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، برؤيته، وبفريق عمله.

اليوم وأنتم تتابعون افتتاح أجمل مبنى على وجه الأرض «متحف المستقبل»، تذكروا معي أن هذا الحلم يتحقق مجدداً في دبي بفضل نعم رب العالمين، وتمعنوا صورة القائد وهو يخطط ويتخيل، وصورته اليوم وهو يفتتح وينجز، أعرف من عمل على هذا المشروع جيداً، وأعرف كيف كانت سنواتهم، ومشاعرهم، وهم يتابعون الحلم وهو يتحقق بإشراف معالي محمد القرقاوي، الذي يعمل بصمت بعيداً عن صخب منصات التواصل الاجتماعي، يعمل، ينجز، ويبني لوطنه بشغف شاب يبني بيته لأول مرة.

لسنوات وحتى قبل أن يكون يوم الجمعة يوم عمل، أتذكر متابعته لسير العمل في أيام الجمعة والسبت، تماماً كمن يتابع بيته، وأسرته... شكراً بوسعيد، وشكراً لكل من عمل وأنجز... دامت دارنا عامرة بالأفراح والإنجازات برؤية قائدنا سيدي بوراشد حفظه ربي ورعاه.