الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الترجمات راجمات

بعض الأشخاص في الدول الآسيوية يتحدثون اللغة الإنجليزية فيما بينهم، رغم أنهم ينتمون للغة واحدة، إما حاجةً لتحسين لغتهم الإنجليزية أو للاستعراض أمام من هم أقل إجادة للغة الإنجليزية، ولكن عند انفرادهم بجهاز السحب الآلي للنقود تجدهم لا يغامرون بترجمتهم الشخصية لاختيار اللغة الإنجليزية وإنما يختارون لغتهم الأم حتى لا يرتكبون أي خطأ أثناء سحب النقود.

وللترجمة الفضل الكبير في تبادل الثقافات بين الشعوب وتواصل الحضارات وانتشار الأديان وهي العجلة الحقيقية لتواصلنا مع العالم المحيط بنا بصورة يومية مع عدم الإغفال لدور من استغل الترجمة في تحريف الكَلِمِ عن مواضعه وتغيير الحقائق وتضليل الناس.

البعض يلجأ لتحريف الترجمة للتأثير في بعض التوترات والأزمات وتحويل الترجمات لراجمات إعلامية يقصف الفرقاء بعضهم معتمدين على أن الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لا يتأكدون من صحة الترجمة، ولكن الشخص الحريص يرجع للمصدر الأصلي للترجمة في حالة الإحساس بتوتر وارتباك المترجم في الترجمات المباشرة أو عند وجود تناقضات في الترجمة.

والترجمة غير الدقيقة قد تحول دون الوصول للحقيقة عندما يتم ترجمة كلمة لها معنيان في لغة المتلقي للترجمة، ولكن لعدم الإلمام الكافي للمترجم باللغتين المراد الترجمة منهما وإليهما أو نتيجة تعمده فإنه يختار المعنى الآخر البعيد عما أراده المتكلم، والضحية هو المتلقي الذي يبني آراءه ومواقفه على ما تُرجم له.

ومما لا شك فيه أن بعضنا تعرض للإحراج عند التقائنا أشخاصاً لا نفهم لغتهم ما يضطرنا أن نستخدم أساليب الإشارة التي قد تكون تعبيراتها أحياناً محرجة أو القيام بتقليد الأصوات بصورة مضحكة، وقد يكون هذا هو الدافع لبعض الشركات الإلكترونية أن تبتكر وسائل الترجمة لنحملها على هواتفنا الذكية، ولكن مما يؤسف له أن بعض المترجمين المحترفين استخدموا هذه البرامج بصورة غير دقيقة ما أدى إلى اللغط واللبس في ترجمة الكلمات والعبارات دون التأكد من تطابقها مع النص الأصلي كترجمة المقالات، التقارير الصحفية، المستندات القانونية وغيرها.

والمترجمون لهم تأثيرهم على ما يترجمونه فالبعض يخلط ميوله بما يُتَرْجِم، وقد يحرف أحدهم الترجمة لمصلحة طرف ضد آخر، وقد يكون منهم غير موفَّق عند اجتهاداته للتخلص من مأزق سرعة المتحدث عند الترجمة المباشرة، ومترجم ينجح في تجاوز بعض المواقف المحرجة كترجمة كلمة نابية بلغة معينة بأنها تعني (تباً لك، اللعنة، ويحك أو أية كلمة دون الاقتراب من الترجمة الحرفية للكلمة القبيحة).