الموسيقار (سيزار أنطونوفيتش كوي) روسي من أصل فرنسي، وابن ضابط اعتقله نابليون القائد المنسي، بدأَ بالتأليف الموسيقيّ في سنٍّ صغيرة، محاولاً تقليد أنماط مختلفة وكثيرة، فقلد أسماء نجوم لامعة وكبيرة، مثل الرائع شوبّان ونظيره الملحن شومان، والعديد من الموسيقيين الفرنسيين والألمان، كتب عدداً لا بأس فيه من الأوبرات الرائعة التي كانت معظمها مخصصة للأطفال، وكذلك صنع عدة ألحان أوركسترالية وأيضاً لحّن موسيقى الحجرة وغيرها من الأعمال، وكأنه ولد ليتميز في كل ما يشعر به من نوتة وفي كل همسة، ولذلك أصبح عضواً مهماً ولا يستغنى عنه في المجموعة الخمسة، وعلى الرغم من أنه درس في أكاديمية الهندسة العسكرية، إلاّ أنه لم يهمل شغفه بالنغمات الموسيقية أو اهتمامه المتجدد بكتابة الجمل اللحنية، الأمر الذي مهد له الدرب وسهل عليه الطريق، ليصبح موسيقياً عظيماً وعسكرياً برتبة فريق.
لم يكن (سيزار كوي) خالياً من المفارقات والتضاد، فوق المستوى الطبيعي أو المعتاد، فلقد اعتبر بطلاً مغواراً من أبطال القومية الروسية، ومروجاً باهراً لهذا النوع من الموسيقى الحسية، وفي الوقت ذاته لم تكن موسيقاه تحتوي إلا على القليل، من اللحن الممزوج بالحس الروسي الأصيل، ومن أشهر أعماله (سجين القوقاز، وابنة القبطان، ومادوموزيل فيفي، ووليمة في زمن الطاعون)، فهو بشكل عام يعتبر رائداً في مجل الأعمال الصغيرة، حيث لمع نجمه في مقطوعات البيانو القصيرة، حتى توفي في عمر ناهز الـــ83 الكاتب والضابط والمهندس القتالي، وعازف البيانو والناقد والملحن الأوبرالي.