الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عندليب الأشجار

إنني أعيش هنا في خير حال بهدوء وهداية، ولا يطيق جسدي الفاني مزيداً من العناية، تطل شرفة غرفتي على حديقة يحيطها سور، تبتسم لها الشمس كلما أرسلت إليها خيوطاً من نور، وزهور تتفتح ببطء وبطريقة مريبة، كلما عزفت أناملي على آلة البيانو أمامها تذبل فجأة عندما أتوقف وكأنني أفقد احترامها، في جو مثل مدينة موسكو في فصل الشتاء، حيث تتجمد فيه المشاعر قبل الدماء، هكذا وإلى ما لا نهاية، تبقى الموسيقى أجمل نهاية.

هو فنّان ومخرج وملحن وعازف عود ومغني وموسيقار يمني شهير، عرف بأغانيه العاطفية والوطنية وأناشيده الدينية بشكل كبير، لحّن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية منذ وحدتها عام 1990م، وبدأ نشاطه الفني في الثالثة والعشرين من العمر سنة 1965م، (أيوب طارش بن نائف بن ناجي العبسي) أو باختصار (أيوب طارش)، الفتى الواعي الذكي الأبي غير الطائش، وبعيداً عن الفقر المدقع أو الغنى الفاحش، استطاع أن يكون منارة أو شعلة من نار، ويحصل على لقب «عندليب الأشجار»، وأن يكون اسمه المستعار «فنان السعيدة»، وأن يحصد جوائز وأوسمة عديدة، كما حصل على الدكتوراه الفخرية في الفنون من جامعة الحديدة.

عُرف (أيوب طارش) بأنه الفنان الجريء الشجاع غير الخائف، وربما لذلك عمل بتفانٍ في عدد من الوظائف

بعدها اتجه نحو التصوف كقيمة روحية ثرية، قدم أعمالاً موسيقية دينية غنائية، لاقت قبولاً واسعاً لدى الجماهير، فأثبت أنه فعلاً الموسيقار اليمني الشهير، ومن أهم أناشيده الصوفية «جلاء القلب»، و«رمضان يا شهر الصيام»، و«رمضان يا صائمين»، و«رمضان أطلّ على الدنيا» وغيرها، ومن أهم أعماله الرومانسية «هل عادك حبيب؟، وحنين المفارق، ومحلى هواك، وأحبك والدموع تشهد، وقسمة ونصيب، ولك أيامي، ولقاء الأحبة، ومنى الخاطر، ووافي العهود، ومزهريات روحي، ويا منية النفس، ونور عيني، وأيها الليل كفانا، ومن أجل عينيك، وعتاب».

عُرف (أيوب طارش) بأنه الفنان الجريء الشجاع غير الخائف، وربما لذلك عمل بتفانٍ في عدد من الوظائف، مثلاً في شركة الطيران اليمنية كموظف عادي لا يطير، وعمل أيضاً في البنك اليمني للإنشاء والتعمير، وعندما بدأت أغانيه تبثُّ بكثافة في الإذاعة، دخل عالماً آخر يصعب وصف اتساعه؛ فاكتسب شعبية واسعة وسريعة خاصة لدى المغتربين، بسبب تناوله لقضايا الاغتراب ووصفه للغربة في كل حين، ساهم في كثيرٍ من الأسابيع الثقافية اليمنية في أغلب الأحيان، لينشر في فضاء الفن أجمل وأروع الألحان، ولذلك ذهب إلى تونس، وليبيا، ومصر، والإمارات، والسعودية، والعراق، والسودان.