الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

استفزاز المسلمين.. ليس حرية تعبير!

انتشرت خلال الأسبوع الماضي مقاطع للسياسي الدنماركي المتشدد راسموس بالودان زعيم حزب «الخط المتشدد» وهو يحرق القرآن الكريم تحت أنظار وحماية الشرطة، الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاجات وأعمال شغب تسببت في وقوع إصابات وسقوط عدد من الجرحى.

عندما تتفشى ظاهرة التطاول على المقدسات الإسلامية فهي بالنسبة للكثير من المجتمعات الغربية نوع من أنواع حرية التعبير، متناسين عن إصرار وتعمد أن ذلك يؤذي شريحة كبيرة من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ويثير الكثير منهم خاصة عندما تقف الجهات المسؤولة في تلك البلدان مكتوفة الأيدي دون مراعاة لشعور معتنقي ثاني أكبر ديانة في العالم، هو أمر يدعو للدهشة والاستغراب، إذ لا تنطبق حرية التعبير المزعومة على من ينتقد اليهودية وغيرها من الديانات، فتكون تهمة معاداة السامية معلبة وجاهزة لمن يتجرأ على ذلك.

دأب اليمين المتطرف منذ سنوات على مهاجمة الإسلام والمسلمين، وكانت المواقف غير حازمة من العديد من الحكومات واعتبرتها حرية تعبير، لنأخذ على سبيل المثال الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حينها اعتبرت الحكومة الفرنسية أنه نوع من أنواع التعبير ولا يعبر عن رأي الحكومة الفرنسية، في المقابل عندما نشرت إحدى الصحف الروسية رسماً كاريكاتيرياً ينتقد الموقف الأوروبي تجاه روسيا في أزمتها مع أوكرانيا احتجت فرنسا على الكاريكاتير، فما كان من وزارة الخارجية الروسية إلا أن ذكرتها بالرسوم المسيئة التي نشرتها مجلة «شارلي أبدو» الفرنسية قبل سنوات وأثارت استهجان مئات الملايين من المسلمين حول العالم.

استفزاز الإنسان في دينه وهويته وعرقه لا يعتبر نوعاً من أنواع حرية التعبير

استفزاز الإنسان في دينه وهويته وعرقه لا يعتبر نوعاً من أنواع حرية التعبير، والرأي الذي يشحن البغضاء ويؤجج العنف والكراهية لا يمكن القبول به في المجتمعات المتحضرة، ولن تؤدي مثل هذه الممارسات إلا إلى شق الصفوف وزيادة مشاعر الكراهية والرغبة في الانتقام بأي طريقة كانت.

هنا في الإمارات، تعلمنا التسامح والتعايش مع كافة المذاهب والأديان والأعراق، وقد سنّت الدولة العديد من القوانين التي كفلت للجميع العيش بحرية مهما كان دينه أو ملته أو عرقه، لذا لم يكن غريباً استدعاء سفيرة مملكة السويد احتجاجاً على إحراق نسخ من القرآن الكريم.

قد تكون دولة الإمارات العربية المتحدة دولة حديثة بمقياس سنة التأسيس إلا أنها وفي مجالات عديدة تثبت أنها تقدمت على دول تأسست قبل مئات السنوات.