السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ابنة حواء!

أحياناً نحب ما نرى ثم لا يكون ما نحب، وأحياناً لا نحب ما نرى ثم يكون ما نحب، وأحياناً نحب ما لا نرى وكأننا سوف نرى ما نحب، وأحياناً لا نحب ما لا نرى وكأننا سوف نرى ما لا نحب، تماماً كأن نحب أن ننسى، ثم ننسى أن نحب!

حسناً في محادثة عبر (الهاتف) سمعت الرد الآلي يقول: إن الرقم الذي لم تطلبه غير مشغول حالياً، وليس خارج نطاق التغطية، ومع ذلك فإن هذا (الهتاف) مقطوع مؤقتاً، ثم باختصار لفظ أنفاسه الأخيرة بصوت طويل على وتيرة واحدة (توووووووت) بالضبط كنبضات القلب حين لا يعرف الحب.

في القرن التاسع عشر كان التأليف هو عالم خاص بالرجل ولا غير، أما ألحان المرأة فوصمة عار لا أمل فيها ولا خير، وكأن العالم أعلن عن رفضه وامتعاضه وامتناعه، ما صعَّب قراءة عمل ابنة حواء أو سماعه، ومع ذلك ساعدت إحدى النساء في اختراق هذا السقف الزجاجي السخيف.

وفي تمهيد الطريق لجيل من الملحنات بشكل لطيف، وكان اسمها (آمي بيتش) الاسم الذي رفع عالياً اسم العائلة، ولئن وصفها بالأعجوبة، ففيه تقليل من شأن مواهبها الموسيقية الهائلة، فعندما كانت تبلغ من العمر عاماً واحداً فقط، كان بإمكانها بالفعل غناء الأغاني كما لم يفعل طفل قط، وفي سن الثانية تمكنت من الاندماج والتناغم مع السلالم الموسيقية.

أول سيدة أمريكية تؤلف مقطوعة كاملة بصيغة سيمفونية

وفي الخامسة من عمرها بدأت في تأليف المقطوعات الأصلية، ولذلك اقترح الكثيرون أن تدرس إيمي الموسيقى في أوروبا ليكون تأهيلها عالمياً، ولكن عائلتها اختارت إبقاء تدريبها أمريكياً.

في الواقع أصبحت أول ملحن أمريكي رئيسي يتم تدريبه في أمريكا حصرياً، بل أول سيدة أمريكية تؤلف مقطوعة كاملة بصيغة سيمفونية، كما عزفت «أوركسترا» بوسطن عملها «السيمفونية الغالية».

والجدير بالذكر أن (آمي) ظهرت في أدائها العلني عندما كانت في الـ16، ولكن حياتها المهنية توقفت بلا أي حذر، عندما تزوجت من دكتور «هنري هاريس أوبري بيتش» في عام 1885 وهي في الرابعة والعشرين من العمر. حيث حدد زوجها جدول عملها وأدائها، كما لم يكن يدعم دروس التكوين الموسيقي لديها.

لدى (آمي) طابعاً ينتمي لأواخر العصر الرومانسي، ولهذا شبهت موسيقاها بموسيقى «برامز» الرومانسي، تشمل كونشرتو للبيانو، وسوناتا للكمان، وخماسية للبيانو، كما كتبت نحو 100 أغنية من أفضلها «نشوة»، و«العام في الربيع» و«آه الحب يوم واحد فقط»، تعكس ابتكارها اللحني وحرفيتها العالية في كتابة الجمل اللحنية العالمية.