الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مكفوفون يطالبون بكتب ناطقة وعملات خاصة وأسواق صديقة

يحتفي العالم اليوم وللمرة الأولى باليوم العالمي للغة برايل 2019، إذ يستهدف الاحتفال تشجيع فاقدي البصر أو من يعانون من ضعف حاد، على القراءة والكتابة وتوطيد تواجدهم الفعلي في مجتمعاتهم، بالإضافة إلى إتاحة المجال للتعرف على المشاكل التي يواجهونها.

ووقع الاختيار على الرابع من يناير من كل عام كونه يوافق ميلاد مخترع طريقة برايل للكتابة لويس برايل الذي ولد في عام 1809.

وفي يومهم العالمي، دعا مكفوفون عبر «الرؤية»، إلى العمل على تذليل بعض العقبات التي تواجههم في الاندماج في المشهد الثقافي والمتمثلة في رفض الناشرين طباعة الكتب بلغة برايل نتيجة تكلفتها العالية، مطالبين في الوقت ذاته بالإكثار من إصدار الكتب الصوتية الناطقة.


وأشاروا كذلك إلى افتقارهم إلى وجود أسواق صديقة للمكفوفين تمكنهم من أداء تعاملاتهم التجارية، مطالبين بإصدار عملات ورقية خاصة يستطيع المنتمون إلى هذه الشريحة التمييز بين فئاتها المختلفة.شح معرفي


أكدت عضوة جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً نجوى الشامسي أن المكفوفين يعانون شحاً معرفياً نتيجة ندرة الكتب الصوتية أو المطبوعة عن طريق «برايل» التي تستهدف المكفوفين وتحديداً الإصدارات الثقافية الجديدة من الروايات والقصائد الشعرية .

وأرجعت الشامسي ذلك إلى ضعف الإقبال على شراء هذا النوع من الكتب، ما يتسبب في تكبد الناشرين خسائر مالية.

ودعت كذلك إلى تحويل الأسواق إلى صديقة للمكفوفين، مشيرة إلى أنها لا تتوافر فيها خيارات توضيحية عبر لغة «برايل» تساعد على إتمام عملية الشراء بسهولة سواء عبر خدمة قراءة السعر على المنتج صوتياً أو باللمس أو حتى من خلال إشارات توجه المكفوف إلى مكان الدفع.مصاعب مالية

طالب عضو جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً محمد الغفلي بإصدار عملات ورقية للمكفوفين بالتنسيق مع المصرف المركزي، حيث يمكن ترميز العملات بـعلامات واضحة حتى يستطيع الكفيف معرفتها والاستدلال على قيمتها.

وأشار إلى أنه يمكن أن نرمز للعملة النقدية فئة 20 درهماً بخطين عرضيين و10 درهم بخط واحد.

ولفت إلى أن المكفوف يواجه بشكل عام تحديات في فتح حسابات بنكية في بعض المصارف، عازياً ذلك إلى أن البنك عادة ما يطلب «وصياً» على الشخص حتى وإن كان كبيراً.خيارات رقمية

رفض أحد أقدم معلمي لغة برايل في الإمارات أحمد مختار أن يشكل تجاهل الناشرين لطباعة الكتب بلغة برايل تحدياً معرفياً للمكفوفين لا سيما في ظل الخيارات الرقمية التي أتاحت للكفيف النهل من بحر المعرفة كما يشاء.

وتابع «وفرت التطبيقات الرقمية للكتب المسموعة خيارات عدة سهلت على الكفيف الاطلاع على جديد الثقافة، عبر الكتاب المسموع، لذلك فإن ندرة الكتب المطبوعة بطريقة برايل لا تعيق سعي الكفيف نحو بحثه عن المعرفة حتى وإن أهمل الناشرون هذه الفئة».نكهات الظلام

رصدت «الرؤية» عدداً من أبرز المبادرات التي دعمت المكفوفين في اليوم العالمي لطريقة برايل، ومنها مطعم في دبي يقدم الأكل لزواره في الظلام الدامس، حيث ينقل زواره إلى عالم فاقدي البصر، فيتخلون عن حاسة البصر الأساسية معتمدين فقط على الحواس الأخرى.

ويوفر المطعم نادلاً يطلق عليه اسم «دليل الحواس»، إذ يستطيع بواسطة نظارات خاصة أن يرى ليلاً وسط الظلام الحالك لكي يقدم المساعدة للزوار في الجلوس بأماكنهم وتناول طعامهم.

ويذهب 10 في المئة من دخل المطعم لدعم المكفوفين في الدول الفقيرة.

ويعتبر المطعم من التجارب الأولى الرائدة على صعيد المنطقة، حيث انطلقت فكرته في لندن وباريس، إلى أن وصل أخيراً إلى دبي في مبادرة تستهدف دعم فاقدي البصر.قائمة طعام بارزة

في الشارقة أطلق مقهى «الراوي» الثقافي في واجهة المجاز بالتعاون مع مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال وجمعية الإمارات للمعاقين بصرياً قائمة طعام كاملة بلغة برايل لمساعدة المكفوفين وتمكينهم من طلب الأطعمة الخاصة بهم دون الحاجة إلى مساعد.

وتعد القائمة هي الأولى من نوعها على صعيد إمارة الشارقة ضمن المرافق الخدمية الرامية إلى إبراز أهمية الاعتناء بالمكفوفين ولا سيما الأطفال منهم وضرورة إتاحة الخيارات التي تسهل عليهم جميع أنماط الحياة دون قيود أو معوقات ليتسنى لهم الاستمتاع بالتواجد في المرافق العامة.أكسسوارات بلغة برايل

سطع نجم الأكسسوارات الفضية المكتوبة بلغة «برايل» في عروض أزياء ربيع وشتاء 2019 بشكل لافت، إذ سارعت أعرق دور الأزياء العالمية لتقديمها بأشكال مختلفة.

ولفتت خبيرة تنسيق الملابس والأكسسوارات وازن شريف إلى أن عدداً من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع التجارية أطلقوا فكرة جديدة تدعم أصحاب الهمم من المكفوفين وهي سلاسل فضية مكتوبة بطريقة برايل.صراف آلي للمكفوفين

في الثامن من يونيو 2018 دعم مصرف الشارقة الإسلامي المكفوفين بإطلاقه صرافاً لأصحاب الهمم والمكفوفين وذوي الإعاقة الحركية بالتعاون مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

ويضم الجهاز الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط لوحة مفاتيح كبيرة بتقنية «برايل» وشاشة كبيرة وعالية وأزراراً عريضة لتسهيل الاستخدام بالإضافة إلى سماعة أذن للحفاظ على الخصوصية وسماعات خارجية.متاحف مبصرة

أطلقت هيئة متاحف الشارقة مبادرة «المتاحف المُبصرة» التي تعد الأولى من نوعها في الدولة لمساعدة المعاقين على استيعاب وفهم كل المعلومات الأثرية والمتحفية القديمة.

ودربت إدارة المتاحف المرشدين السياحيين ولقنتهم كيفية شرح المعلومات الأثرية عبر لغة برايل بما يتواءم مع احتياجات المكفوفين للإجابة عن استفساراتهم وشرح كل ما يكتنفه الغموض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص المتاحف على تعريف المكفوفين بالكنوز الأثرية التي يقطع من أجلها السياح آلاف الأميال لزيارتها.