الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الفلكلور الشركسي و«مجاز» البحرينية والنهمة والتغرودة في «الحصن»

تستقبل منطقة الحصن زوارها بمجموعة من العروض الفنية والأهازيج الشعبية، إلى جانب مزيج من الموسيقى وعروض الأداء المحلية والعالمية التي تقدم على المسرح الخارجي للمجمع الثقافي. ويتضمن برنامج الافتتاح لمنطقة الحصن خمس لوحات فنية محلية وشعبية، من بينها العيالة والربابة والأهازيج البحرية «النهمة»، فضلاً عن استعراض للشعر التقليدي عبر عروض التغرودة والرزفة.

من جهة أخرى، تشمل عروض المجمع الثقافي الفلكلور الشركسي والنغم الغربي عبر آلات الجيتار والتشيلو وغيرهما، إلى جانب معزوفات العود ووصلات الغناء الخليجية التي تداعب المشاعر.

ويوظف مقدمو العروض الفنية مهارات العزف باستخدام آلات النغم العربي كالعود والبزق والقانون والكمنجة والناي وكذلك آلات الإيقاع العربي كالطبلة والكاتم والرق، بانسجام مع نظيراتها الغربية، في مشهد بانورامي مبهر.


فلكلور شركسي


وقدمت أمس فرقة «البروز» عرضاً فنياً يجمع بين أداء الفلكلور الشركسي الخاص بمنطقة القوقاز والتراث الأردني والرقص البديع والموسيقى العذبة، ويمتد العرض الفني إلى اليوم الخميس. وتضمنت العروض ليلة من ذاكرة الأغنية الإماراتية، قدمها كل من المطربة والعازفة فاطمة زهرة العين والمطرب والملحن الإماراتي خالد محمد، الذي عرفته الساحة الإماراتية والخليجية منذ ثمانينات القرن الماضي، فيما يتميز بلون غنائي يمثل الأغنية الشعبية الإماراتية.

غناء وعود

وسجل المطرب خالد محمد أكثر من مئتي أغنية في الإذاعات والمحطات الفضائية، ويعتبر من جيل المخضرمين، إذ عاصر الرواد وحافظ على تواصله وعطائه الفني إلى اليوم، كما غنى لعشرات الشعراء الإماراتيين من القدامى والمعاصرين. وسيشهد مسرح المجمع الثقافي اليوم وغداً الجمعة عرضاً فنياً يقدمه كل من مؤسس «بيت العود العربي» في أبوظبي، العازف نصير شمة.

وولِدَ عازف العود في العراق، وأدى معزوفته الأولى في الثمانينات، ومن ثم أجرى العديد من الجولات الموسيقية حول مدن العالم، علماً بأنه من الأساتذة السابقين في العزف على العود في المعهد العالي للموسيقى، جامعة تونس.

افتح يا سمسم

وفي عرض فريد من نوعه، يشهد مسرح المجمع الثقافي على مدى يومي الجمعة والسبت عرضاً مجانياً بعنوان «افتح يا سمسم»، والذي يعد أحد أكثر برامج الأطفال التلفزيونية شعبية ونجاحاً في منطقة الخليج العربي والدول العربية.

وسيقدم الأخَوان شحادة عرضاً موسيقياً مختلفاً غداً الجمعة، إذ إن أبناء مدينة القدس القديمة، فريد ورامي شحادة ترعرعا في منزلٍ كان يشكل ملتقى للشعراء والموسيقيين، فيما كرَّسا نفسيهما لإحياء ما تبقى من الأنماط الارتجالية التي تنطوي على أوزان قديمة غامضة تُعرف بـ «المقامة». ويمتلك الأخوان شحادة مهارات متنوعة على آلات النغم العربي كالعود والبزق والقانون والكمنجة والناي وآلات الإيقاع العربي كالطبلة والكاتم والرق.

مزيج معاصر

وأخذت الفرقة الموسيقية البحرينية «مجاز» المكونة من أربعة أعضاء، زوار المجمع الثقافي في نزهة متعددة الثقافات وسط دوامة من الأصوات الجذابة، إذ قدمت مزيجاً معاصراً من الأنماط الموسيقية العربية والغربية، باستخدام آلات عزف غير تقليدية وبطابع ثقافي متعدد الألوان، وذات تداخلات إيقاعية متنوعة.

وعبّر فريق «مجاز»، الذي التقته «الرؤية»، عن سعادته بتقديم عرض فني للمرة الأولى في الدولة عبر قلب أبوظبي الثقافي، مسرح المجمع الثقافي، الذي عرف منذ تأسيسه باستقطاب المواهب الفنية والتراثية واستعراض إبداعاتها.

ولفت الفريق إلى تمكنهم من العزف باستخدام الجيتار والتشيلو، فيما قدموا أول أغنية لهم عام 2016 وتدعى «رحلة»، حيث كانت تعبر عن بداية رحلة الفريق حول العالم لاستكشاف مختلف أنواع الموسيقى في العالم لوحات استعراضية.

ويتضمن البرنامج اليومي للفنون المحلية والتقليدية التي تقدمها منطقة الحصن «العيالة»، وهي من اللوحات الفنية الاستعراضية التي تبرز قيم الشجاعة والهيبة والاستعداد لمنازلة المعتدي.

وأدرج فن العيالة رسمياً عام 2014 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونيسكو، ويعود تاريخه البعيد على مدى الأجيال في أنحاء الإمارات قبل مئات السنين، بما فيها المجتمعات الساحلية والداخلية.

شعر غنائي

ومن فنون الأداء التقليدية المحلية التي لها حضور في منطقة الحصن فن التغرودة (الشعر التقليدي المغنّى)، وتعد نوعاً من أنواع الشعر الشعبي البدوي، فيما تطور الشعر الغنائي للتخفيف عن الرحالة أثناء قطعهم المسافات الطويلة أثناء رحلاتهم في الصحراء على ظهور الإبل.

وأدرجت التغرودة عام 2012 على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونيسكو، وبقي هذا الفن الشعري الغنائي يُمارس على نطاق واسع خلال المهرجانات الاجتماعية والوطنية في أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.

نغمات من البادية

وتتضمن العروض الفنية المحلية التقليدية فن «الربابة»، وهو من فنون البادية المعروفة في مختلف المجتمعات الخليجية وبعض المناطق العربية الأخرى.

وحظيت «الربابة» بعازفين ماهرين في الدولة على مر السنين، وخصوصاً في منطقة الظفرة في أبوظبي، كما أنها وجدت اهتماماً كبيراً من المعنيين بالتراث في الدولة. وتعد «الربابة» آلة موسيقية من وتر واحد، يستخدمها الشعراء الذين يجيدون العزف أثناء أداء قصائدهم.

أهازيج بحرية

ومن فنون الأهازيج البحرية «النهمة» أو «الحدوة»، وهي من الفنون الشعبية البحرية القديمة، إذ عرفه البحارة في مواسم الغوص وفي مهنة صيد الأسماك أو صناعة الشباك وصناعة المراكب وغيرها من المهن البحرية.

والشائع عبر التاريخ أن النهمة تُؤدى عادة أثناء رحلة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، أثناء العمل على السفينة بمختلف مراحله وأشكاله.