الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تناغم النص والسينوغرافيا ينأى بـ «مملكة الفئران» عن التعقيد

مروة السنهوري ـ الشارقة

عالجت مسرحية «مملكة الفئران»، التي عُرضت في ثاني ليالي مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الـ 14، الصراع بين الخير والشر بطريقة إبداعية بطلها الأول أدوات السينوغرافيا، إلى جانب تنوع المشاهد بين الحوار والسرد.

قصة المسرحية ألّفها أحمد الماجد، وأخرجها صابر رجب، وقدمتها فرقة مسرح الفجيرة في الشارقة أمس الأول، وتميزت بالوضوح وسلاسة المفاصل والبساطة، كما حملت معاني إنسانية كثيرة، تجلت في نبذ الشر وأهله ودحض الأكاذيب والانتصار للخير.


ووظف العمل مفردات السينوغرافيا والأغاني بدقة، وفي مقدمتها الإضاءة التي جاءت مواتية للأحداث، فضلاً عن تميز حركة الممثلين بالحيوية وتوافقها مع المشاهد المتتالية، ما جعل الأطفال يتفاعلون مع العرض، وينشغلون بمحاكاة أدوار الممثلين الذين أبهروهم برشاقتهم وببراعة الأداء.


ابتزاز

وتروي مسرحية «مملكة الفئران» قصة قرية كانت تعاني من قط يسكن بجوارها ويبتز سكانها، ويغير عليهم ويسلبهم ما جمعوه من أسماك.

ويضطر ملك مملكة الفئران إلى الإعلان عن جائزة لمن يضع خطة يقضي بها على القط، وتتمثل الجائزة في الزواج بابنته، وفي تلك الأثناء يأتي إلى المملكة فأر غريب علم بخبر القط وسعي أهل المملكة للتخلص منه.

صدفة

ويصادف الفأر الغريب بعضاً من بني جلدته يتحدثون في المسألة، فاقترح عليهم أن يشاع في المملكة أن القرية أصبحت تمتلك كلباً، وأن يبحثوا عن فأر قوي الصوت يستطيع أن يقلد الكلب ويلبسوه لباساً على هيئته، ثم يبعثوه في الطرقات ينبح حتى يشيع أمره ويسمع به القط، فيخاف منه.

وعندما سمع الفئران بتلك الخطة أسرع اثنان منهم إلى الملك، واقترحا عليه تلك الخطة وأدعى كل واحد منهما أنه صاحب الفكرة للزواج بابنة الملك.

ردع

وشاع أن مملكة الفئران أصبحت تملك كلباً شرساً يدافع عنها، فأصيب القط بالرعب، لكنه صمم على اختطاف ابنة الملك انتقاماً منهم، فاستدعى الملك الفأرين المدعين لحل تلك المشكلة، لكن الملك يكتشف أنهما غبيان وكذابان، وأن صاحب الخطة هو الفأر الغريب.

انتصار

تتصاعد الأحداث، ويزداد خوف القط المخرب، وحين يرى الكلب يسقط مغشياً عليه، ويخلص الغريب ابنة الملك من أسره، ويسرع بها إلى المملكة، ويقود الفئران القط وأمه أسيرين ذليلين إلى قصر الملك، ويعترف الفأران بذنبهما، ويشكر الملك الفأر الغريب على انتصاره ويزوجه ابنته.

وضوح

تميزت حبكة المسرحية الدرامية بالترابط والوضوح والتسلسل المنطقي، حاملة معاني إنسانية جليلة، استشفها المشاهد بوضوح من خلال العرض، منها أن العقل هو أهم سلاح يمتلكه الإنسان، ومن يجيد توظيف عقله يستطيع أن يصل إلى أهدافه، وأن يتغلب على أقوى الصعاب والتحديات، وأن الكاذب والخائن لا بد أن يلقى عقابه يوماً.

واستطاع المخرج إيصال رسالة العرض بسلاسة عن طريق توظيف مختلف العناصر المسرحية، وفي مقدمتها الإضاءة التي وفق إلى حدّ كبير في استخدامها، مستعيناً بالإضاءة المفتوحة والموضعية والعرضية والملونة.

حيوية

تعمد المخرج أن يكون مخبأ القط وأمه في حاويات القمامة، في دلالة رمزية ولأنه أفضل مكان لقوى الشر، بينما حافظ الممثلون على مستوى كبير من الحيوية والحركة.

فيما تنوعت مشاهد العرض بين الحوار والسرد، إلى جانب بعض الأغاني المسجلة التي كان لها حظ وافر في العمل، إذ وظفت بين أكثر من مشهد لتقدم للأطفال المتعة والمرح الممزوج بالموسيقى.