الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

علياء العسكر.. مهندسة شابة تستلهم جماليات البيئة الإماراتية على جدران بلدية الشارقة

مروة السنهوري ـ الشارقة

حولت المهندسة الإماراتية علياء العسكر، جدران بلدية الشارقة إلى لوحة فنية، عبر جداريات تستلهم جماليات البيئة والتراث، جماليات الطيور والنخيل ورمال الصحراء وكثبانها، الخرافات والأساطير، الأهازيج والشلات وكأنها السحر والإبداع والجمال.

ووجدت العسكر في جدران البلدية أداة لتفريغ إبداعها الفني عبر الرسم على جدران المكان الذي تعمل فيه ألا وهو بلدية الشارقة.

علياء العسكر (30 عاماً) شابة تعمل مهندسة، توازن ما بين عملها الحكومي وموهبتها الفنية التي تمنحها القدرة على النظر للعالم من خلال عدسة جميلة.

استهواها الرسم منذ الصغر للتعبير عن أفكارها بعيداً عن الشرنقة التقليدية للفنون كاسرة القواعد والأنماط عبر تقديم رسومات جميلة تفاعلية ذات تأثير كبير في الآخر.

وأشارت العسكر إلى أنها وجدت الدعم من البلدية، لافتة إلى أنه عندما علم مدير عام بلدية الشارقة ثابت الطريفي بموهبتها في الرسم، شجعها على توظيفها في تحفيز الموظفين على العمل بهمة وحماسة.

وتتابع «طلب مني الطريفي اقتراح أفكار فنية يمكن أن تمنح الموظف فور دخوله لمقر البلدية الشعور بالسعادة والحماس».

وذكرت أنها فكرت في البدء بتزيين أول موقع يدخله الموظف ألا وهو «مواقف السيارات» التي تعد المحطة الأولى لانطلاق الموظفين إلى أعمالهم.

وتضيف العسكر «منحني مدير البلدية كامل حريتي في اختيار الرسومات وبدأت العمل على 7 جداريات كل جدارية استغرق تنفيذها أسبوعين».

وتنوعت مضامين الأعمال التي نفذتها علياء بدءاً برسم مباني ومساجد الشارقة، مروراً بالأحصنة ومركز الشارقة لعلوم الفضاء، انتهاء بجدارية للكرة الأرضية التي تستأثر الشارقة على نصفها.

ولم تنحصر الاستعانة بعلياء على بلدية الشارقة، بل طلب طيران الإمارات تنفيذ رسومات له بمناسبة يوم العلم فضلاً عن شرطة دبي.

وأكدت علياء أنه، على الرغم من أن فن الغرافيتي يتطلب جهداً عضلياً ووقوفاً لساعات طويلة على السلالم، مع التعرض لرذاذ الألوان المتطايرة رغم تحوطها باستخدام الكمامات إلا أنها تجد فيه متعة أكثر نتيجة تفاعل الجمهور المباشر مع إبداعاتها.

وأشارت الفنانة الإماراتية إلى أن أكثر ما جذبها إلى الغرافيتي هو أنه فن تفاعلي، حيث يمكنها أن تحصل فيه على رأي الناس خلال مرحلة التنفيذ، على العكس من ذلك العمل على اللوحة العادية الذي يتطلب انعزالاً وتفرداً مع النفس دونما رقابة ومتابعة من الآخرين.

وذكرت أن أحد أهم الأسباب التي جذبتها لرسم الجداريات هو أنه فن قائم على التداعي الحر كاسراً لكل القيود والحواجز ليستمتع به العامة في الشوارع.