الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

طفل مصري يحوّل منزله إلى معرض فني لوالده المتوفي

عندما بدأ الطفل المصري عبدالرحيم أحمد الرشيدي يخطو خطواته الأولى ناحية مرحلة الشباب لم يكن يرى الدنيا سوى بعين والده المُصور الفوتوغرافي أحمد الرشيدي، الذي جعله إتقانه للتصوير مصوراً خاصاً لديوان عام محافظة قنا بصعيد مصر، مسقط رأسه، إضافة لافتتاحه استوديو خاصاً لتصوير أهل بلدته بسعر رمزي.

عُرف عن الرشيدي الكبير حب الخير ودماثة الخُلق فكان قريباً من صانعي القرار بمحافظة قنا ومصدر فخر لنجله الأكبر عبدالرحيم الذي طالما رأى الحياة بكل خبراتها من خلاله، لكن إرادة الله نفذت بعد تعرض والده المُصور لحادث سير أودى بحياته، وبعد شهور من الحزن والألم على فراق والده قرر عبدالرحيم ذو الـ14 ربيعاً تدشين معرض فوتوغرافي يضم كل الصور التي التقطها والده طوال تاريخه، كي يكون شاهداً على إبداع الوالد ولتعريف أهل القرية به.

ويقول عبدالرحيم لـ«الرؤية»: «عمل والديّ لفترة كبيرة داخل ديوان عام المحافظة، تمتع بحب كبير من جانب محافظ قنا اللواء أشرف الداودي رغم قصر المدة التي قضاها مصوراً للمحافظة تحت رئاسته، وكل مناسبة كالأعياد وغيرها يأتي المحافظ لزيارتنا، لذا فكرت في تدشين معرض يضم كل الصور التي التقطها والدي داخل منزلنا ليفتتح المحافظ المعرض خلال زيارته لنا في عيد الأضحى».



وداخل «حوش» المنزل نظم عبدالرحيم المعرض وبمساعدة أشقائه وعمه، وُضعت الصور على ألواح من الخشب وجريد النخل وأدوات منزلية حققت الغرض الأعظم في تعريف أهل القرية بمهارات والده الراحل في فن التصوير، ليكتشفوا جانباً آخر من شخصيته.



ويقول خضر الرشيدي شقيق المصور المتوفي في حديثه مع «الرؤية» إن شقيقه لم يكن مصوراً عادياً كما يعتقد أهل القرية، بل كان يساهم في حفظ تراث الصعيد من حفظ بصري للحرف التراثية مثل القلل القناوي وغيرها، لذا كان المعرض الذي قمنا بتنظيمه بمثابة كشف لبُعدٍ جديدٍ في شخصية أخي لم يعرفه أهل القرية.



ويتابع خضر: «افتتحنا المعرض بحضور المحافظ، وحاولنا إبراز روح شقيقي في كل تفاصيله حتى إننا نظمناه في حوش المنزل الذي طالما كان شاهداً على جلساتنا العائلية، وزاره كل أهل القرية، ونعمل على إعادة تنظيمه مستقبلاً ليكون ذكرى لأبنائه وفخراً لهم».

وتابع خضر: «أشاد المحافظ والحضور بالصور الفوتوغرافية التى يضمها المعرض، معبّراً عن سعادته بالصور التي تُمثل التراث القانوي والحرف اليدوية والحياة اليومية لأهل الصعيد، وهي الصور التي كان يعتز بها شقيقي الراحل، ويعتبر المعرض أول معرض فني يقام بمنزل في صعيد مصر».