السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فنانة سعودية تحوّل أواني الطهي إلى أعمال تركيبية في «جميل للفنون»

فاجأت الفنانة السعودية مها ملوح، رواد مركز جميل للفنون في دبي، بالمئات من أواني الطهي المحروقة، معلقة بشكل متكرر على ناصية الغاليري البيضاء، ليجذبهم غرابة المشهد إلى البحث عما يمكن أن يشكل رسالة فنية في هذا الكم من المفردات، التي قد تبدو للوهلة الأولى مهملة، ولا تنبئ عن جمال بمقاييس فنية.

ولجأت الفنانة السعودية لأسلوب التركيب والإنشاءات والتنصيب باعتباره أحد تيارات الفن المعاصر، مستخدمة إياه صناعة فنية لتقديم ما اعتبرته «تراثاً قديماً برؤية حديثة».

ولا تخفي ملوح أن فكرتها ممثلة بمعرض «أواني الطهي» لا تخلو من غرابة، لكنها تؤكد أنها بمنزلة رصد غير نمطي لتحولات ثقافية واجتماعية طالت المجتمع الخليجي عبر أواني الطهي المستعملة والمحروقة التي أكل عليها الدهر وشرب، لتمارس عبر أعمالها التركيبية غواية المدرسة الانطباعية فتقدم أعمالاً ترى أنها في غاية الإبداع، سواء من ناحية الفكرة أو التنفيذ.




وتقول «في أعمالي استكشف الثقافة المادية وعلاقتها بالهوية الوطنية، وكلي فخر بأن يكون عملي وسيلة لرصد التحولات والمتغيرات التي تعيشها مجتمعاتنا الخليجية، التي غيّرت أنماط الحياة بفعل النزعة الاستهلاكية التي طرأت فور طفرة النفط».

وترى ملوح أنه حينما لا يمكنها استخدام شيء ما لغرضه الأصلي، تلوح في الأفق وظيفة جديدة قد يصلح لها من خلال التفكير في إعادة تكييفه.

وحسب الملوح، فهي تدرك أن الفن فكرة والإبداع تناغم بين الحواس، لذلك تحررت من القيود والرتابة والأنماط التقليدية في الفن، ومارسته بفلسفة على بساطته، تركت الشكل إلى المفهوم بحرية وحرفية متكئة على عقلها.

واختارت الفنانة السعودية أواني الطهي للتعبير عن فكرتها وإحساسها، وهي تدرك أنها تحفظ حكمة الأمهات وذكريات الجدات لتنقل إلى المشاهد اشتياق الجائعين ورائحة زمن جميل.

وتؤكد أن عملها يستدعي فكرة الترابط الأسري الذي يجلب معه القصص والحكاية، لذلك تعتبره احتفاء بتقاليد الكرم العربي والضيافة وسعة الرزق، وفي المقابل تشير إلى مستوى آخر في التعبير عن انتشار ثقافة الهدر والإسراف.

يذكر أن العمل مكون من مئات الأواني التي انتظمت على مساحة جدار كامل في المعرض، وكوّنت نقطة جذب للزوار.