الجمعة - 20 سبتمبر 2024
الجمعة - 20 سبتمبر 2024

خصوصيات مذيعين على الهواء مباشرة

يحاول بعض مقدمي البرامج الإذاعية إقحام قصص وحكايات شخصية، يتوهمون أن المستمع ربما يحبها، فيما يخرجون في الواقع عن المضمون والأفكار الأساسية التي صيغت على أساسها تلك البرامج، في ظاهرة لاقت استياء واسعاً، تناوله مستمعون عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وإعلاميون غيورون على واقع التقديم الإذاعي.

واستهجن مذيعون مخضرمون سماح إدارات إذاعات بتمرير هذا المحتوى، معتبرينه نوعاً من الإفلاس، الذي يبحث أصحابه عن ملء هواء الأثير، بثرثرة لا تفيد المستمع.

فيما أفاد المجلس الوطني للإعلام بعدم ممارسته أي رقابة مسبقة على ما تقدمه الإذاعات المحلية من محتوى، مؤكداً في الوقت ذاته اتخاذ عقوبات رادعة حيال المخالفين لميثاق الشرف الإعلامي، والقوانين الناظمة لـ «المحتوى».


* ترويج وشهرة


أكد مقدم برنامج البث المباشر، الإعلامي راشد الخرجي، أن المذيع المحترف الذي يمتلك أدواته لا يستعرض أسراره، أو يتطرق لحياته الخاصة على الأثير، سوى بشكل استثنائي في حال كان حديثه يخدم قضية مجتمعية بعينها. وطالب الخرجي بخضوع الإعلاميين الجدد لدورات تدريبية حول أسس الحديث عبر الأثير، لتجنب الوقوع في أخطاء مهنية.

ودعا إدارات الإذاعات إلى وضع خطوط حمراء، تحظر على المذيعين استعراض أي تفاصيل خاصة على الأثير، لاسيما أن بعضها لا ينسجم بالأساس مع العادات والتقاليد المجتمعية السائدة، ويروج للنزعة الاستهلاكية.

بدورها، قالت المذيعة أمل محمد، إن «المذيع المحترف يعي حدود كلامه عبر الأثير»، واصفة الخوض في تفاصيل يومياته الشخصية خلف الميكرفون، بـ «السلوك المثير للاشمئزاز».

* تدقيق المحتوى

من ناحيته، أوضح المذيع في إذاعة دبي، إبراهيم استادي، أنه لا يحق للمذيع أن يسرد حياته الشخصية للمستمعين، لافتاً إلى أن هناك عدداً كبيراً من مذيعي الأثير يقعون في هذا التجاوز، الذي يشهد غض طرف من قبل بعض إدارات هذه الإذاعات، فتكون المحصلة «ثرثرة بما لا يفيد المستمع».

* مغازلة دعائية

وترى المذيعة في إذاعة العربية 99، ميرنا رحمة، أن هذه الظاهرة مستوردة من الإعلام الغربي، وتحديداً إذاعة أمريكان شو، فيما يشير المخرج الإذاعي حسين الأنصاري إلى أن بعض المذيعين يلجؤون إلى الحديث عن أمورهم الشخصية بغرض كسر روتين الأثير وفتح قنوات التواصل مع الجمهور عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي، لتحقيق الشهرة، ومغازلة شركات الدعاية والإعلانات التجارية.

* غياب المضمون

وأقرّت المذيعة في إذاعة نور دبي، نورهان دسوقي، بأن هناك فئة بالفعل تسعى للشهرة على حساب المضمون، مستثمرة حياتها الشخصية من أجل الوصول إلى ذلك الغرض، في حين أن هناك فئة غير مدركة لما تقدُم عليه بهذا المسلك، نتيجة افتقاد الخبرة المهنية.

* عقوبات رادعة

من جانبه، أفاد المجلس الوطني للإعلام، في رد على أسئلة لـ «الرؤية»، بأن المجلس لا يفرض أي رقابة مسبقة على ما تقدمه الإذاعات المحلية من محتوى.

وأشار إلى أنه يتخذ التدابير والإجراءات اللازمة في حال وقوع المخالفة، ويتعامل مع المحتوى الإذاعي من خلال إدارة متابعة المحتوى.

وحول وجود ميثاق للعمل الإعلامي عموماً والإذاعي بصفة خاصة، أوضح أن معايير المحتوى الإعلامي تستند إلى 16 معياراً تتواءم مع مكونات المجتمع الإماراتي، وتحاكي التعددية الثقافية الداعمة لتوجهات التسامح في الدولة.

وعن دور المجلس في الحالات التي يخرج فيها المذيع عن طبيعة مهامه، ذكر أنه في حال وقوع منتمين إلى القطاع الإعلامي في الدولة بمكوناته المختلفة باستخدام ألفاظ مبتذلة، أو ما شابه، يطبق المجلس العقوبات المنصوص عليها في نظام متابعة المحتوى الاعلامي.