بينت دراسة أجراها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC) مؤخراً أن ما يتراوح بين خمسة وعشرة في المئة من الآباء الجدد في أمريكا يعانون من اكتئاب ما بعد الولادة المرتبط عادة بالنساء فقط، بينما أشارت دراسة أخرى إلى أن هذه النسبة قابلة للارتفاع بالنسبة للآباء الذين تعاني زوجاتهم من هذا النوع من الاكتئاب.
كما أجرى فريق من الباحثين بقيادة الدكتور براندون إيدي مسحاً شاملاً للمدونات والمواقع الإلكترونية والحسابات الشخصية لبعض الآباء الجدد واستطاع تشخيص ستة مشكلات يعاني منها هؤلاء تتلخص فيما يلي:
- عدم معرفة الآباء ما يمرون به أو جهلهم هم وزوجاتهم بإمكانية إصابتهم بهذا النوع من الاكتئاب.
- نظرة المجتمع النمطية للرجل على أنه الكائن القوي الذي ليس من المقبول أن يعاني من تلك الأعراض، ما يمنعهم من المجاهرة بذلك.
- خوف الرجل من التعرض للسخرية أو الظهور بمظهر الضعيف أمام زوجته.
- الارتباك والإرهاق والعجز والشعور بالخوف، ما يجعلهم أكثر نزقاً عند بكاء أطفالهم.
- الاستياء من تلبية حاجات أطفالهم التي لا تنتهي.
- الإهمال الذي يتعرض له هؤلاء الآباء من زوجاتهم.
كما نشرت مؤخراً نتائج مماثلة لمادة بحثية أخرى في دورية قضايا الأسرة بينت الجهل الاجتماعي المحيط بتلك الحالة التي تصيب الآباء الجدد وشعورهم بالخزي في حال قرروا الإفصاح عما يمرون به.
وأشار بحث آخر إلى أن الآباء المصابين بهذا الاكتئاب يظهرون تعاوناً أقل مع زوجاتهم في تلبية احتياجات أبنائهم في مرحلة ما بعد الولادة، وقد يصبحون أكثر عرضة لممارسة العنف الأسري، ما ينعكس على سلوك أطفالهم ويجعلهم أكثر عدوانية كما يؤثر في معدلات ذكاء هؤلاء الأطفال وأدائهم المدرسي أيضاً.