2019-08-20
أمام شاشة عرض مثبّتة على جدار، يغرق فتيان وفتيات في نوبات من الضحك وهم يتابعون فيلماً بالأبيض والأسود لتشارلي تشابلن، في إطار مشروع سينما متنقلة في شمال شرق سوريا هدفه تعريف الجيل الناشئ بالفن السابع.
يجول المخرج الكردي شيرو هندي من قرية إلى أخرى في شمال شرق سوريا، يحمل وفريقه معداتهم وهي عبارة عن جهاز عرض وشاشة وحاسوب ومكبرات صوت، ويختارون مكان العرض ثم يحددون موعد استقبال الأهالي خصوصاً الأطفال منهم.
في باحة مدرسة قرية سنجق سعدون، ينتظر الأطفال من فتيان وفتيات بحماسة بدء عرض الفيلم الذي يروي قصة متسول ينقذ حياة طفل.
يأخذ كل منهم مكانه على الكراسي البلاستيكية الملونة التي سرعان ما امتلأت، ينهمكون في أحاديث جانبية أو يتبادلون الضحكات مع المخرج، قبل أن يطل عليهم تشارلي تشابلن في فيلمه الصامت «الطفل» الذي أخرجه وأنتجه في عام 1921.
وقبل دقائق من بدء العرض، لم يجد بعض الحاضرين كرسياً للجلوس عليه فاختاروا المشاهدة وقوفاً.
لا يحيد الأطفال نظرهم عن الشاشة، تتعالى قهقهاتهم بشكل متكرر بين مشهد وآخر، لا سيما لدى محاولة بطل الفيلم أن يمسح أنف طفل يشاركه التمثيل بعد احتسائه الحليب من إناء مخصص لري المزروعات.
يتنقل شيرو (39 عاماً) بين الأطفال بينما ترتسم ابتسامة عريضة على وجهه، يراقبهم من بعيد فرحاً بتفاعلهم مع فيلم قديم بهذا الشكل.
ويقول شيرو «عرضنا أفلاماً في مدن عدة سابقاً، لذلك رأينا أن يكون لأطفال القرى أيضاً نصيباً من مشاهدتها».
ونظراً لصعوبة إيجاد مراكز ثقافية أو صالات عرض، وبسبب إصراره على ألا يُحرم أحد من مشاهدة السينما، اختار شيرو أن يبادر إلى تنفيذ مشروع السينما المتنقلة.
واختار فريق المشروع فيلم تشابلن لتعريف الأطفال بـ «السينما العالمية منذ تكوينها ولزرع معرفة السينما في وعيهم».