الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

قصة مؤثرة دفعت عالِماً بريطانياً للخروج بالـ«شورت» سنة كاملة

قصة مؤثرة دفعت عالِماً بريطانياً للخروج بالـ«شورت» سنة كاملة
على الرغم من اقتراب فصل الشتاء القارس في بريطانيا، فقد أكد عالِم البيئة البريطاني ديفيد أرنولد الالتزام بقراره ارتداء السروال القصير «الشورت» يومياً عند خروجه من المنزل طيلة عام كامل.

ولم يكن قرار العالم المتقاعد أرنولد (74 عاماً) ناتجاً عن الرغبة في جعل نفسه أضحوكة، ولا حباً بالبرد، حيث قال: «أنا مضطرب الآن، إذ أصبح الجو أكثر برودة»، ولكن يبدو أن دفء العاطفة التي يكنها لابنة أخيه الراحلة هو ما يخفف عليه وطأة درجات الحرارة المتدنية.

العم المخلص فقد الشابة لويزا، التي وافتها المنية في أكتوبر الماضي عن عمر 35 عاماً فقط بعد أن أودى بها مرض وراثي نادر كافحته طول حياتها.




فبحسب موقع كامبردج الإخباري، اتخذ أرنولد قراره الغريب دعماً لمؤسسة أتاكسيا يو. كيه. الخيرية، والمعنية بمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مرض يدعى الهزع أو الرنح (ataxia).

ولدت لويزا بنوع من المرض يسمى فريدريك أتاكسيا، وهي حالة تزداد سوءاً مع مرور الوقت، وتسبب أعراضاً مثل ضمور العضلات، وفقدان القدرة على الكلام، وضعف البصر والسمع، فضلاً عن مشاكل في القلب، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الموت المبكر.

وذكر أرنولد أن دماغ لويزا كان يعمل «لكن جسدها لم يصمد، لقد عانت كثيراً خلال حياتها، حبيسة كرسي متحرك واعتمدت على الآخرين لمساعدتها».

وأشار إلى أن الفتاة كانت تتمتع بشجاعة هائلة وروح مرحة للغاية، مؤكداً أن «وفاتها مؤلمة للغاية لأخي وزوجته وعائلته، الذين اهتموا بلويزا طوال حياتها، وأردت أن أفعل شيئاً للمساعدة».

صمم العالم على تبني فكرة ارتداء السراويل القصيرة يومياً على امتداد عام 2019 في حفل ليلة رأس، للتوعية بالمرض وجمع التبرعات للمؤسسة، لافتاً إلى أن المحيطين به قد صدموا عندما طرح الفكرة لأول مرة.

على امتداد الأشهر الماضية حضر العم حفلات الزفاف والجنازات والحفلات الموسيقية بالشورت.



وعن نجاحه في التحدي الذي فرضه على نفسه، أفاد أرنولد بأنه كان يلفت الانتباه إلى ظهوره الغريب، غير آبه بالنظرات الساخرة أو المستغربة، وهذا ما يعد فاتحة حديث يزيد الوعي بجهوده لجمع التبرعات.

أما بشأن البرد المتوقع في الأسابيع المقبلة، فكان رده: «إن ما سألاقيه لن يكون شيئاً مقارنة بالألم والإحباط اللذين عانتهما لويزا أثناء حياتها».

وتعهد العم أرنولد بأن يهب ريع ما يجمعه لتمويل الأبحاث العلاجية إضافة إلى مساعدة الأفراد والأسر التي تتعايش مع المرض.