الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

دراسة تكشف عمق الصداقة بين أسماك القرش.. حفلات سمر وولائم جماعية

في معظم الصور والأفلام والوثائقيات التي شاهدناها، تظهر أسماك القرش الأبيض الكبير مخلوقات غير اجتماعية، فهي تجوب البحار بمفردها وتصطاد وحيدة، إلا أن دراسة حديثة كشفت عن تفاصيل أخرى في حياة هذه الأسماك.



الدراسة أجرتها جامعة ماكواري في سيدني الأسترالية، وأكدت فيها نزعة القرش للعزلة في أغلب الوقت، إلا أنها كشفت عن أن هذه الأسماك المفترسة تحتشد في مجموعات مرات عدة كل عام، في مكان وزمان واحد، ويكون أفراد تلك المجموعات أنفسهم في كل مرة، فيما يشبه وليمة تقدَّم فيها وجبة شهية من صغار الفقمة.

ووفقاً للدراسة التي تضمنتها مجلة «علم البيئة السلوكي والاجتماع الأحيائي» (Behavioral Ecology and Sociobiology) في عددها الصادر الشهر الجاري، فإن العلماء قد لاحظوا ميلاً لدى القروش لـ«تنظيم حفلات غداء» جماعية بين الفينة والأخرى، لكنهم كانوا يفترضون أنها «ولائم» عشوائية تماماً، لأسماك قرش يتصادف وجودها في مناطق غنية بالصيد.





أما الآن، فقد اكتشف فريق قاده الباحث في علم البيئة السلوكي ستيفان ليو، أن أسماك القرش هذه تعرف بعضها الآخر منذ زمن طويل، وأن أفراد المجموعة نفسها يلتقون مرة بعد أخرى، كما لو كانوا أصحاباً مدعوين إلى حفلة سمر، أو للاحتفال بعيد يلتئم فيه شمل الأصدقاء، وذلك بحسب الدراسة التي أُنجزت بالتعاون مع باحثين من جامعة فلندرز الأسترالية، ومؤسسة «فوكس شارك» لأبحاث القروش، ومؤسسة الأبحاث الفرنسية سي إن آر إس.

والتقط ليو وفريقه صوراً لنحو 300 قرش أبيض على مدى 4 سنوات ونصف، فكان من بين الصور ما يُظهر أسماك القرش أثناء اجتماعها بالقرب من «حضانة» لصغار الفقمة قبالة ساحل جزر نبتون في الخليج الأسترالي الكبير.



ولجأ العلماء إلى استخدام تقنية التعرف على الصور وتحليلها، ما مكّنهم من تحديد وتتبع كل سمكة زارت المنطقة، فكانت المفاجأة باكتشاف أن العديد منها شوهدت على مقربة من بعضها البعض مراراً وتكراراً، بشكل ينتفي معه أي احتمال لمجرد المصادفة.

وأوضح ليو في بيان صحافي أن أسماك القرش لم تكن تقصد المنطقة اعتباطياً، بل إنها شكلت مجموعات متميزة، يستخدم فيها أفرادها الموقع نفسه للتجمهر.