الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تحويل الرواية إلى دراما .. سر النجاح في المعالجة الصحيحة

تحويل الرواية إلى دراما .. سر النجاح في المعالجة الصحيحة
قال شباب وناشرون وكتّاب إن تحويل الرواية إلى عمل تلفزيوني أو سينمائي سلاح ذو حدين، فإما أن يحييها من جديد ويزيد من الإقبال على قراءتها ويرفع من مبيعاتها، أو يظلمها ويشوهها ويسهم في قتلها بألا يلتفت إليها أحد أو حتى ينفر من قراءتها والاطلاع عليها.

وأكدوا أن الأمر يتوقف على طبيعة المعالجة الدرامية الصحيحة للرواية، التي تدفع المشاهد إلى الرغبة في معرفة المزيد من التفاصيل أو الأحداث التي يجري تكثيفها درامياً، خاصة في الأعمال التاريخية.

وأشاروا إلى أن نجاح العمل الدرامي يدفع الجمهور، خاصة الشباب، وكنوع من الصرعة والموضة، إلى البحث عن الرواية وقراءتها، لعقد المقارنات بين شخوص وأحداث العمل درامياً وروائياً، إلى جانب معايشة العمل الدرامي بصورة أكبر بعد انتهاء عرضه.



متعة إضافية

أكد الكاتب والناشر جمال الشحي أن معالجة الرواية بشكل بصري وحركي يحاكي مضمون الرواية الأصلية بشكل جيد يسهم بلا شك في انتشارها، مشيراً إلى أن تطبيقات مثل أمازون ونتفليكس وغيرها والذين ينتجون الأفلام بشكل كثيف يشترطون على كاتب السيناريو أن تكون قصته مأخوذة عن رواية منشورة ولها حقوق، ولا سيما في الأفلام التي تتناول موضوعات تاريخية، ما انعكس بالإيجاب على مبيعات الكتب الروائية وكان في صالحها.

واعتبر الشحي أن الرؤية الدرامية تختلف بشكل كبير عن رؤية الكاتب للرواية المكتوبة، ما يضيف متعة أخرى للقارئ واستمتاعاً بأبعاد أخرى لم يتوقعها حينما يشرع في قراءتها.

في المقابل، أشارت الروائية نجاة المرزوقي إلى أن الرواية المعالجة درامياً قد تظلم الرواية المكتوبة في كثير من الأحيان وتحجم من توزيعها إذا ما أساءت التناول وخرج العمل باهتاً فيصرف القارئ عن قراءتها، أما في حال أثار العمل الدرامي جدلاً بين المشاهدين فإن هذا الأمر ينعكس إيجاباً على الرواية المكتوبة ويزيد من فرص مبيعاتها، مستشهدة في ذلك برواية «ريتاج» التي تحولت إلى مسلسل «خيانة وطن» والذي زاد من الإقبال على شراء الرواية حتى من بين غير الهواة أو المقبلين على القراءة، وهو ما يعد علامة صحية وأمراً محموداً.



الأعمال التاريخية

أما زوينة المعمري فأكدت حرصها على اقتناء وقراءة الرواية الأصلية المحولة «درامياً» للحصول على مزيد من التفاصيل والإحاطة بموضوعها بشكل جيد والوقوف على دقة ما جاء بالعرض الدرامي، لا سيما في الأعمال السينمائية التاريخية.

وأشارت إلى أن بعض الأعمال الدرامية تسيء للعمل المكتوب وتقلل من مبيعاته في حال فشل كاتب السيناريو والمخرج في إنتاجه بشكل يليق به، مؤكدة استحالة إقبالها على رواية فشلت سينمائياً أو درامياً.

من جهته، أكد الشاب محمد عبدالله أن أحداث الفيلم في كثير من الأحيان تكون متلاحقة أو غامضة ومليئة بالتفاصيل، ما يستدعي منه شراء الرواية الأصلية، للوقوف على الأمور الغامضة في الفيلم واستيضاح قصته بشكل كامل وفك شفرة أحداثه التي مثلت له ألغازاً تحدت ذكاءه.

مقارنات فنية

ولفت وليد مختار إلى أن الكثير من الشباب يحبون مشاهدة الفيلم، وقراءة الرواية في الوقت ذاته للمقارنة بين رؤية المخرج ورؤية المؤلف.

وأضاف أن قراءة الرواية قد تدفع القارئ لمشاهدتها وقد يرجع مخذولاً بسبب المعالجة السيئة، مثل رواية الحب في زمن الكوليرا التي تمت معالجتها مرتين في فيلمين، أحدهما أمريكي والآخر مكسيكي، لم يقدما الرواية بشكلها الصحيح.



صرعة شبابية

أكد الكاتب الشاب عمر فرحات أن اقتناء الكتاب بعد مشاهدة العمل الدرامي المقتبس منه، خاصة إذا ما حقق نجاحاً جماهيرياً، يمثل صرعة وموضة بين الشباب، لمعايشة العمل الدرامي بصورة أكبر وأشمل.

أما هديل القدرة فترى أن هذه الحالة تنتشر بين جيل اليافعين على وجه الخصوص، لافتة إلى أنها تجدهم بالعشرات في معارض الكتاب أمام أرفف رواية تمت معالجتها سينمائياً أو درامياً، خاصة إذا ما كان الكاتب أو الروائي معروفاً لدى المشاهد ويقدّر أعماله.