وتمكن الشحي من التغلب على جميع الصعوبات وتخطي العقبات التي واجهت مشروعه، متسلحاً بالعزيمة والإصرار وعشق طيور البوم الذي دفعه إلى استكمال مشروعه، ليكون مصدر جذب لمحبي الطبيعة والطيور من المواطنين والمقيمين والسياح، خصوصاً الأطفال والشباب.
ويتوسم مهندس الميكانيكا أن يتمكن خلال الأعوام المقبلة من جعل مقهى البوم علامة تجارية إماراتية، تنتشر في جميع أنحاء الدولة، ومنها إلى العالمية.
زيارة اليابان
وعن تجربته التي تعد جديدة على أبناء المجتمع الإماراتي، قال المواطن الشاب محمد الشحي «كنت أحلم دائماً بدخول عالم ريادة الأعمال، ولكن بفكرة مبتكرة وغريبة على المجتمع الإماراتي، وظللت أبحث عن هذه الفكرة حتى وجدتها في إحدى زياراتي لليابان التي أعشق كافة تفاصيل حياتها، وعندما قصدت أحد مقاهي البوم التي تتيح لضيوفها تناول القهوة وهم يشاهدون طيور البوم عن كثب».
وذكر أنه في كل زيارة لليابان يدقق ويمعن النظر في تفاصيل المقهى، من تصاميم وما يضمه من فصائل البوم، ما جعله يتبنى الفكرة، محاولاً نقلها إلى وطنه بشكل يتناسب مع عادات وخصوصية المجتمع الإماراتي.
طريق البداية
وأوضح محمد الشحي أنه سلك طريقه في عالم تربية طيور البوم قبل 5 أعوام، واكتشف بعد فترة قصيرة جمال هذا الطائر وطبيعته الهادئة، على عكس ما يعتقد البعض، أنه ينتمي لفئة الطيور الجارحة التي تجلب الشؤم وسوء الطالع وتسرق الحظ ممن يراها حتى، ولو مصادفة».
وأضاف أنه عندما اقترب من طائر البوم شعر بأن هناك مسؤولية تقع على عاتقه تجاه هذه الطيور البريئة، وهي تغيير الفكرة السائدة لدى المجتمعات العربية التي تتعامل مع البوم أنها رمز للتشاؤم، وذلك من خلال تسليط الضوء على الجانب المضيء من هذه الطيور الحكيمة، التي تحمل عيناها القوة ويكتسي ريشها بالألوان الجميلة.
وجه الخير
ولفت الشحي إلى أنه ومنذ اليوم الأول لتربيته طيور البوم، وهو يشعر بأن وجه الخير عليه في كل شيء، حيث اجتاز دراسته الجامعية وتخصص في الهندسة الميكانيكية، والتحق بوظيفة مميزة تتناسب وتخصصه الأكاديمي، حيث يعمل مهندساً لتخطيط العمليات في جزيرة ياس التابعة لشركة أدنوك البحرية.
وأضاف أن ما شجعه على استكمال فكرة المقهى، امتلاكه عدداً ليس بالقليل من طيور البوم التي تنتمي إلى فصائل متنوعة، تتباين في أحجامها وأشكالها وألوانها وحتى أعمارها، ومن أبرزها «البومة النسرية السيبيرية، البومة الرمادية العظيمة، بومة الخشب الآسيوية، بومة الأورال، وبومة البوبوك الأسترالية»، وبعض الأنواع النادرة التي جلبها ليتعرف إليها رواد المقهى وهم يحتسون قهوتهم المفضلة.
تصاميم المقهى
وحول تصاميم المقهى الثقافي، ذكر الشحي أن المقهى ينقسم إلى جزأين منعزلين بنافذة زجاجية كبيرة، وخصص الجزء الأول لخدمة الزوار وتقديم المشروبات والمأكولات الخفيفة من قهوة وشاي وعصائر، أما الجزء الثاني فسيكون لعرض طيور البوم الأليفة، بحيث لا يوجد منفذ مباشر للمرور بين المنطقتين إلا بالخروج من باب المقهى والدخول إلى المساحة الأخرى عبر مدخل منفصل.
وتابع «يوفر المقهى الفرصة لزواره للاقتراب من الطيور ومداعبتها وحملها والتقاط الصور التذكارية معها، بمساعدة مدربين متمرسين في التعامل مع الطيور، وسيقدمون معلومات مفصلة للزوار عن كل طائر حول موطنه الأصلي وطبيعته وصفاته التي يتميز بها».
استغراب وتشاؤم
ويسعى الشاب الإماراتي محمد الشحي من خلال مقهى البوم، إلى مشاركة هوايته في تربية البوم مع عشاق الطيور، خصوصاً الأطفال والشباب.
وعن ردود فعل المحيطين به حول فكرة المشروع، قال الشحي إنه لا ينسى نظرات الاستغراب والاندهاش والتشاؤم، التي كانت تحيط به عندما بدأ البحث عن مكان لتأسيس أول مقهى للبوم.
«تصريح» صعب
وحول الصعوبات والتحديات التي واجهت مشروع المقهى الثقافي، أوضح محمد الشحي أن العقبات كانت كثيرة، ومن أبرزها العثور على مكان مناسب من حيث المساحة والموقع لتنفيذ المشروع، إلى جانب تحدٍّ آخر تمثل في صعوبة الحصول على تصريح من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية.