الجمعة - 18 أبريل 2025
الجمعة - 18 أبريل 2025

«حسونة» تتفوق على الرجال في حل الخلافات الزوجية بغزة

لم تكن تعرف رضا حسونة، التي تقطن قطاع غزة، أن «اللسعة» التي تعرضت لها من سيدة كانت على خلاف كبير مع زوجها كانت ستنقذ عائلة من التفكك والانهيار.



وتعود قصة اللسعة هذه إلى مشاركة حسونة (البالغة 65 عاماً) في الاستماع لمشكلة بين سيدة وزوجها دون أن تشارك في حلها بشكل مباشر، حيث كانت الأمور تسير نحو الطلاق بعد استنفاذ كافة الوسائل لإصلاح ذات البين من قبل لجنة شؤون العشائر التي كانت تتابع هذه القضية، إلى أن قامت الزوجة التي كانت تجلس بجوار حسونة بلسعها في قدمها بصورة خفية، لتلتقي عيون حسونة بعيون تلك المرأة، لتعرف أن في فمها كلام ولتطلب من اللجنة الإذن للانفراد بها.



ومن هنا، بدأت قصة حل هذه المشكلة المعقدة حسب ما تروي حسونة لـ«الرؤية»، كذلك من هنا بدأت لجنة شؤون العشائر الاستعانة بها لحل القضايا الأكثر تعقيداً وحساسية لا سيما الخلافات الزوجية.





وتقول حسونة حول هذه المشكلة: «استمعت للسيدة وقصتها وعرفت منها أن أشقاءها يريدون الطلاق من أجل أن يبقى الميراث تحت تصرفهم وليس تصرف زوجها، لذلك كانوا يختلقون المشاكل مع زوجها وهي تقع فيها دون أن تدري».



وأضافت حسونة: «طالبت من اللجنة أن أجلس مع الزوج على انفراد واستمعت منه للحكاية كاملة ثم جمعت الزوجين وواجهتهما ببعضهما البعض لاكتشف أنه لا توجد أي مشاكل عميقة بينهما، وأن القصة سوء فهم فقط، وكان الاتفاق على عدم الطلاق وأن يعود الزوج لزوجته وتنتهي القصة».



وفوجئت لجنة شؤون العشائر التي كانت تتابع القضية بما توصلت إليه حسونة خلال دقائق وعجزوا عنه خلال أشهر طويلة من الخلاف، إلى أن وصلت القضية إلى طريق مسدود، ليكتشفوا أن حسونة لديها طريقة سحرية غير موجودة لديهم كذكور، وهذا الأمر انسحب على كثير من القضايا.

وتابعت حسونة: «أنا ليس معي عصا سحرية لحل الخلافات، ولكن كلمة السر في نجاح النساء بالعمل العشائري، كانت أن المرأة لا يمكنها أن تبوح بسرها إلا لامرأة مثلها»، موضحة أنها تستعين بالكثير من الاستشارات القانونية وكذلك معرفة العادات والتقاليد وتفاصيل القصة نفسها، حيث باتت تمتلك من الخبرة الكثير لحل هذه المشاكل.



وأضافت: «بعض الأمور لا تستطيع المرأة أن تبوح بها إلا لمن تثق بها من جنسها، خاصة في الأمور المتعلقة بالحياة الزوجية، ما يجعلنا نصل إلى حقيقة الأمور دون أي زيادة أو نقصان، ويؤهلنا لمعرفة حقيقة المشكلة وعلاجها، والنساء أكثر دراية في أمور المرأة».





وأكدت حسونة أن إنجازات النساء في إصلاح ذات البين عظيمه، مؤكدة أنهن أثبتن جدارتهن على أرض الواقع، وإذا وصلن إلى طريق مسدود في الأمر يتم تحويله إلى القضاء والمحاكم لتبت فيه.

وأوضحت أنها تعمل في مجال الإصلاح منذ سنوات طويلة، ولكن بشكل عائلي واجتماعي، وبدأت بشكل رسمي بعد عدة دورات قانونية واجتماعية، واندمجت مؤخراً في الهيئة العليا لشؤون العشائر.

وقالت حسونة «نعمل على الحل الرضائي والإصلاح الاجتماعي، وحققنا إنجازات كبيرة خلال السنوات الماضية واستطعنا أن نحمي البيوت والأسر من التفكك، حيث إن الشرطة والنيابة تحيل لنا قضايا قبل البت فيها ونقوم بالإصلاح فتسقط من عند الشرطة».