السبت - 12 أكتوبر 2024
السبت - 12 أكتوبر 2024

"حقول الأياور".. مركب فرعوني يعبر عن شخصية النيل

تصميم الديكور، والتصوير الفوتوغرافي، وتصميم الغرافيك هي هوايات أسامه بشرى المرشد السياحي "49 عاماً" الذي يتحدث الإيطالية والانجليزية إلى جانب العربية واللغة المصرية القديمة، هذه الهوايات إلى جانب معرفته بتاريخ مصر الفرعونية، فتحت له الباب حين طلبت الشركة التي يعمل بها تصميم مركب نيلي معبرة عن الشخصية المصرية وعن النيل.

ويقول بشرى "لا توجد مركب واحدة في النيل تمثل شخصية مصر والنيل، فالمراكب تحمل أسماء أجنبية، وطرازها هو الطراز الغربي الذي لا يمثل الشخصية المصرية في شيء، ولا يوجد مركب واحد تحترم شخصية النيل ومفرداته".

ويضيف بشرى "أعمل بشركة هي وكيل لشركة عالمية تطلب في كل مشروعاتها أن تكون معبرة عن شخصية الدولة الموجودة بها ولها مدلول ثقافي وتاريخي، ولذلك كان المركب المصري الذي يمثل شخصية النيل هو التحدي الأهم لي، فخلال 6 أشهر فقط أنجزت تصميم وتنفيذ المركب الذي تعبر عن شخصية مصر".

ويشير بشرى إلى أن كل منتج على المركب سواء من أثاث او مفروشات مأخوذ من الطراز المصري القديم، كما لا يوجد منتج واحد مستورد على السفينة، فالأثاث صناعة مصرية والمفروشات أيضاً، والمفروشات هي صناعة يدوية على النول المصري من القطن والخامات المصرية، كما أن كل عناصر المركب هي عناصر مصنوعة يدوياً من خامات مصرية.

وأوضح بشرى أنه لم يبدأ تصميم المركب وهو مستقر على اسمه، لكن أثناء البحث في التاريخ القديم وجد اسم "حقول الأياور" وهذه الحقول هي ما ينتظره المصري القديم في الحياة الأخرى بعد الموت طبقاً للديانات المصرية القديمة، وهي حقول ممتلئة بالقمح وأشجار النخيل والدوم والجميز ويحدها النيل، فالمصري القديم كان يرى أن حياته الأخرى لن تكون جميلة سوى بوجود عناصر الحياة المصرية من أشجار ونباتات، ولذلك اخترت هذا المصطلح كاسم للمركب.

وتحمل المركب اللون الذهبي المميز للقمح، والذي أيضاً كان يميز السفن المصرية القديمة وتسير من الأقصر لأسوان والعكس، ويعمل عليها 15 عاملاً، ويقوم بشرى بدورين الأول هو مرشد سياحي للفوج الموجود على المركب، وكذلك إدارة المركب.

وأشار بشرى إلى أن حتى قائمة الطعام التي يقدمها مطبخ المركب في رحلتها مستمدة من الطعام المصري، مثل الطواجن المصرية والفلافل والكشري والبصارة وهي أكلات مصرية صميمة، فلا يوجد طعام من المطبخ الأوروبي أو أي مطبخ أخر سوى المصري.

ولفت إلى أن هناك يوماً للفلافل في قائمة طعام المركب، يشارك فيه السياح في صناعة الفلافل بداية من صنع العجين الخاص بها.