الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

رامي السرحاني .. "ماوكلي" السعودية صديق الذئاب

لا يعتبر ملاطفة ذئب بالنسبة لأُسرة سعودية عملاً مستحيلاً لا يُرى إلا في أفلام الحركة، مثل فيلم ماوكلي الشهير، حيث يعد هذا الفعل جزءاً من الحياة اليومية المعتادة لأُسرة السرحاني التي تقطن منطقة الجوف في شمال المملكة، حيث تعيش بالفعل مع الذئاب في بيتها منذ أكثر من عشر سنوات.



وبدا الذئب أديم، وهو أحد الذئاب العربية التي تعيش مع الأُسرة السعودية، هادئا وغير مُبال بينما يربت عليه طفلا رامي السرحاني الصغيران (4 و7 سنوات) ويمشطا فراءه ويقبلانه.



كما بدت، بنفس القدر، الطمأنينة على الطفلين لأنهما يتشاركان منذ مولدهما الحياة مع الذئاب في منزل الأُسرة.



وقال مربي الذئاب رامي السرحاني (37 عاما)، الذي يعمل في القطاع المالي، "علاقة أهلي مع الذئاب، مثل علاقتي مع أهل البيت، اعتدنا عليها واعتادت علينا، حتى صارت أبنائي أصدقاء لهذه الذئاب يلعبون معها ويستمتعون بأوقاتهم معها من دون خوف أو قلق".



وتعيش الذئاب مع أُسرة السرحاني منذ 11 عاماً، الأمر الذي طور ووطد العلاقة بين الطرفين.



إلا أن الضيوف، كانوا غالباً ما يصابون بصدمة للوهلة الأولى عندما يرون الذئاب في مجلس السرحاني. لكن معظمها يصبح ودودا معهم في نهاية الأمر، حيث إن النظام الغذائي الذي عودها رب الأسرة عليه يمنعها من تناول لحوم غير مطهية.



وعن ذلك يقول رامي السرحاني: يتفاجأ الكثير عندما يأتون إلي للمرة الأولى بوجود الذئاب في المجلس لا سيما وأنه بنظرهم حيوان غير عادي وغير أليف، لكن هذه الدهشة تزول بمجرد أن يجدوا الذئاب التي أصبحت مروضة تطيع الأوامر رغم أنه من الصعب السيطرة عليها.



وأضاف: لا قلق لدي من غدر الذئاب بالأطفال والأسرة، كوني أطعمه ما يثير غريزته، لذلك لا تجد لديه الجرأة التي تدفعه إلى الغدر بي أو بأحد أفراد أسرتي، لذلك أعطيه طعاماً مطبوخاً خالياً من الدماء التي تثير غريزته".



وقال مربي الذئاب: الآن لدي خبرة كبيرة أعرف ما يغضبه ويثيره، لذلك أتجنبه، وأعمل ما يبهجه، حتى صارت هذا الذئاب مثل أشقائي".



وأوضح السرحاني أن الذئاب تصبح عدوانية للغاية خلال موسم تزاوجها (من يناير إلى مارس)، وبالتالي يجري عزلها لتجنب إقدامها على إيذاء أحد من أفراد الأُسرة.



وقال الطفل صايل السرحاني " أحب الذئب أديم ولا أخاف منه وهو صديقي وكل يوم ألعب معه".