الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مبادرة شبابية لإطعام «أسود القرشي» بالسودان

خمسة أسود هزيلة نائمة على أرض رثة لا حول لها ولا قوة، كانت حديث وسائل التواصل الاجتماعي في السودان لتتحول بدورها وسائل التواصل الاجتماعي بدول عربية عدة بعد وقت قصير للحديث عن حديقة حيوان القرشي بمدينة الخرطوم بالسودان مكان تواجد الأسود الجائعة، بعد تداول صور لها، إذ بدت بحالة مزرية تظهر عليها علامات الجوع والمرض بشكل لافت.

وطالب الناشطون السودانيون بإعادة الحيوانات للحياة البرية مرة أخرى إن كانت الجهات المعنية لا تستطيع إطعامها.

بدوره، قال مدير حديقة حيوان القرشي بدر الدين سليمان، في بيان، إنه خاطب الجهات المعنية منذ 3 أشهر لاستبعاد الحيوانات آكلة اللحوم وترحيلها لجهة أخرى، مع الإبقاء على الحيوانات العشبية الآمنة، نافياً أي صلة له ولإدارة الحديقة بإطعام الحيوانات، إذ حمل المسؤولية بالكامل لشرطة الحياة البرية.

من جهتهم، دان الناشطون بيان بدر الدين، إذ وصفوه «بـالاإنساني»، وأطلقوا دعوة لإطعام حيوانات الحديقة، خاصة الأسود لما تعانيه من ضعف شديد، ورغم ما قوبلت به الدعوة من البعض من سخرية واستهزاء، معتبرين أن هناك بشراً أولى بالرعاية من الحيوان، إلا أن شباب المبادرة صمموا على المضي في تنفيذها، وأطلقوا حملة للتبرع لإنقاذ الحيوانات من الموت بسبب المرض والجوع.

ودعا الشاب الأمين أحمد علي الجميع للمشاركة في هذه المبادرة.

وأضاف لـ «الرؤية» أن «مشهد الحيوانات ومدى أثر الجوع الذي تملكها جعلني أصمم على إنقاذها، فجمعت مبلغاً مالياً واشتريت خروفين قمنا بذبحهما داخل الحديقة، لكن للأسف لم تستطع الأسود تناول اللحوم التي وضعناها فقد تخطت مرحلة الجوع. أعتقد أنها في مرحلة الموت».

وتابع «جاءت المبادرة كتعبير حقيقي عن معنى الوطن والتكاتف من أجل تحقيق المصلحة العامة» داخل الحديقة.

أطباء بيطريون جاؤوا تلبية لدعوة الأمين التي أطلقها عبر صفحته الشخصية بـ«فيسبوك» بعضهم حمل أدوية على نفقته الخاصة، وبعضهم جاء للمساعدة، لكن الوضع فاق كل التصورات، فالأسود لا تستطيع مجرد الوقوف على أرجلها، ناهيك عن الحالة المزرية للحديقة ككل.

ولم يمنع ضيق ذات اليد أسامة الكاهلي، الذي يعمل غناماً، من المشاركة في عمل الخير، رافضاً الحديث عن عدد الأغنام التي سيرسلها لإطعام الحيوانات، واعتبرها صدقة ابتغاء مرضاة الله، على حد قوله، متعهداً بإرسال عدد يومي من الخراف لإطعام الحيوانات.

من المسؤول؟

بحسب المشاركين في المبادرة فقد حدث تحرك من بعض الجهات الرسمية، حيث جاء فريق من شرطة الحياة البرية للمساعدة وتقديم الطعام للحيوانات وتنظيف الحظائر، إلا أن الحقيقة ما زالت تائهة بين المستثمر السوداني الذي اعتبر أنه مجرد واجهة إدارية فقط، وبين شرطة الحياة البرية.

وحتى الآن لم تجب أي جهة مسؤولة بشأن عما هو مصير الحديقة أو كيفية إطعام الحيوانات الحبيسة بحسب ما نشرته صحف محلية.