السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فنانون وخبراء تكنولوجيا: منصة «شاهد» في منافسة صعبة مع العملاق «نتفلكس»

على الرغم من اعتراف فنانين وخبراء متخصصين في تكنولوجيا الديجيتال بلات فورم بأن المنافسة بين نتفلكس ومنصة شاهد صعبة رغم التحديثات الضخمة التي أدخلت على الأخيرة، إلا أنهم أكدوا أنها ليست مستحيلة في ظل تفوق المنصة العربية في المحتوى الناطق بلغة الضاد.

وعددوا نقاط قوة نتفلكس على شاهد، مشيرين إلى أنها المنصة الأولى عالمياً التي ترتبط بعلاقات متشعبة مع شركات الإنتاج العالمية، بفضل الميزانية الضخمة التي ترصدها الشركة ليس للتعاقد مع المحتوى الخاص بالشركات الأخرى بل لإنتاجاتها الخاصة.

فيما تركز شاهد على الإنتاجات العربية، في الوقت الذي تحظى فيه الدراما والسينما الأجنبية بحظ وافر لدى المشاهد العربي الذي تتوافر لديه خيارات لا حصر لها على نتفلكس.

ولفتوا إلى أن نتفلكس تتفوق كذلك في وجود أفلام وثائقية تستخدم تقنيات ذكية تضع المشاهد في قلب الحدث، حيث يشارك في كتابة السيناريو الخاص به في الوقت الذي لا تمتلك فيه شاهد أي أعمال وثائقية.

ودعوا شاهد إلى تغيير أسلوبها التجاري عبر إنتاج أعمال خاصة مع فتح الأبواب لشركات الإنتاج العالمية، ووضع برامج جديدة غير تلك التي تبث على شاشة mbc، مع تنويع المنتج المعروض ليشمل كافة الإنتاجات العربية، محذرين من أنه إذا اتجهت نتفلكس لزيادة استثماراتها في المحتوى العربي فستمثل خطراً كبيراً على منصة شاهد.



منصة عالمية

يعتقد المخرج الإماراتي راكان أنه من الصعب أن تنافس منصات عربية مثل شاهد وغيرها نتفلكس نتيجة نقص الخبرات وعدم وجود رؤوس أموال كبيرة وعلاقات مع منتجين عالمين، تسمح لها بمنافسة عادلة، لكنه يتوقع أن تكون هناك منافسة في المستقبل.

وعزا ذلك لأن الوطن العربي لا يزال يعمل بالأسلوب التقليدي، حتى مع انحسار أعداد متابعي التلفزيون في السنوات العشر الأخيرة، والتي بدأت تشهد زيادة في عدد الشركات التي تعمل في مجال بيع الأفلام عند الطلب في الوطن العربي ودخول نتفلكس التي نجحت في تحقيق الريادة.

ويرجع المتخصص في تقنية المعلومات وسوشيال ميديا محمد الدرازي تفوق نتفلكس إلى أنها شركة عالمية تمتلك عقوداً مع كبار صناع السينما والتلفزيون في العالم، فيما تبقى شاهد منصة عربية، إلا أنه اعتبر ذلك ميزة يمكنها أن تمنحها التميز على نتفلكس من ناحية المحتوى العربي الثري، لا سيما مع افتقار الأولى إلى المحتوى العربي.

ودعا MBC إلى التركيز على منصة شاهد أكثر من التركيز على زيادة عدد المحطات التلفزيونية مع توفير إنتاجات عالمية وعربية، خاصة بشاهد، وهو ما سيمنحها ثباتاً قوياً.



إنتاجات خاصة

يؤمن الفنان والمخرج خالد أمين بأن الديجيتال بلات فورم، آخذ في إحالة التلفزيونات التقليدية إلى التقاعد وإذا لم تتمكن هذه القنوات من احتواء الأجيال الشابة، فإنها ستواجه أزمة كبيرة لتوجهها إلى الديجيتال الذي يقدم أعمالاً تناسب مفردات العصر.

وأكد أن على شاهد العمل على تقديم أعمال من إنتاجاتها الخاصة بحيث تلبي تطلعات الشباب بعيداً عن التقليدية والنمطية، حتى تستطيع أن تواجه أعمال نتفلكس وشقيقاتها التي تحتوي على الكثير مما يخالف العادات والتقاليد.

يرى المخرج نمر أمين أن شاهد ستصمد أمام نتفلكس، لتخصص الأولى في الدراما العربية، فيما تركز الثانية على الدراما والسينما الأجنبية، لكنه يرى أنه في حال اتجاه نتفلكس للمحتوى العربي فإن ذلك سيمثل تهديداً كبيراً للمنصات العربية عامة، داعياً شاهد إلى إضافة محتوى من كل الدول العربية مع عدم التركيز على المحتوى المصري والخليجي والسوري فقط.

وعزا ضخامة عدد مشتركي نتفلكس إلى تركيزها على جميع اللغات العالمية، وتقديم أفلام وثائقية لها جمهور كبير، كما أن مستوى الأفلام الموجودة في نتفلكس أعلى بكثير من شاهد، وهو الأمر الذي يلبي متطلبات المشاهد العربي الذي يفضل السينما الأجنبية.



استثمار في التكنولوجيا

ودعا مدير شركة «ذي ديجيتل تري» عمر حريز القائمين على منصة شاهد للاستثمار أكثر في التكنولوجيا، وإجراء أبحاث متخصصة، لمعرفة ماذا يريده المشاهد، ورصد توجهاته السينمائية والدرامية من أجل تقديم محتوى يمكنهم من تحقيق نجاحات نتفلكس في المنطقة العربية.

وأشار إلى أن المشوار طويل أمام نتفلكس لتقديم محتوى خليجي وعربي تستطيع أن تنافس به محتوى شاهد العربي، لكنه ليس بالصعب في ظل إمكانات هذه الشركة العالمية.

ولا يتوقع نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة سيرا والمستثمر في الشركات التقنية الناشئة عبدالرحمن مطرب أن تصمد «شاهد» أمام «نتفلكس»، لأن الأولى لا تنتج أعمالها وتعتمد على برامج وأعمال تنتجها mbc، على عكس نتفلكس.

ودعا mbc إلى عدم الاكتفاء بالبرامج التي تصنعها والدراما التي تشتريها، مشيراً إلى أن عليها أن تتعاقد مع شركات إنتاج سينمائية ودرامية عالمية، أي إنه عليها أن تغير أسلوبها التجاري وتنتج أعمالاً خاصة وتفتح الأبواب أمام شركات الإنتاج العالمية لتقديم أعمالها عبر منصتها.