الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

دبي عاصمة الإعلام العربي.. واقع يتجاوز عام 2020 (3/1)

لم يأت اختيار دبي عاصمة للإعلام العربي، لعام 2020، من فراغ، حيث تنهض الإمارة بدور المظلة، والحاضن الفاعل ليس للمنتمين إلى ساحة الإعلام بميادينه المختلفة فحسب، بل تستضيف عبر مشهدها البانورامي العديد من المؤسسات التي وجدت في بيئتها وبنيتها التحتية المتطورة، المقر الأمثل لنشاطها، وهو واقع ينسحب كذلك على مؤسسات عالمية، أتاح تواجدها بدبي، مزيداً من التفاعل الإيجابي كذلك لإعلاميين عرب، استفادوا من تلك الخبرات المتنوعة، في المشهد الإماراتي عموماً.

وتناقش «الرؤية» خلال ملف «دبي عاصمة الإعلام العربي.. واقع يتجاوز عام 2020»، الدور المحوري الذي قامت به دبي في المشهد الإعلامي العربي، في مراحل مبكرة من نشاطه، ونماء هذا التأثير وتوازيه مع نهضة دبي الحديثة، في شتى المجالات، وصولاً إلى واقع صناعة فرص نوعية لجيل إعلامي شاب، استثمر ألق هذا المشهد، لتحقيق نجاحاته الأولى.

وأكد إعلاميون شباب أن دبي شكلت لهم الفرصة الأهم في مسيرتهم المهنية، حيث سرعت خطاهم نحو تحقيق أحلامهم وطموحاتهم الإعلامية، منوهين بأنها المدينة التي احتضنت الإعلام والإعلاميين العرب منذ أكثر من عقدين، وفتحت قلبها وعقلها وكل إمكانات التطوير الممكنة لمواكبة المتغيرات التي جعلت من الإعلام صناعة قائمة بذاتها.

وأشاروا إلى أن اختيار دبي صوتاً للعرب في 2020، لم يكن غريباً بالنسبة لهم، حيث يعتبر نتيجة طبيعية لما وفرته الإمارة من بيئة مثالية يمارس فيها الإعلام المحلي والعربي والدولي عمله بحرية تامة وفي أجواء من الثقة والإنتاجية.

ورأى إعلاميون شباب استطلعت «الرؤية» آراءهم بمناسبة انطلاق فعاليات دبي عاصمة الإعلام العربي 2020، أن الخطاب الإعلامي لدار الحي شبابي بامتياز، بعد أن باتت دبي مركزاً حيوياً لكبرى البرامج التي تصنع خصيصاً للشباب في كافة أنحاء العالم، لتكون بذلك منصة تنشر رسالة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، في بيئة حيوية جاذبة للشباب.

منصة عالمية

أكدت الإعلامية الإماراتية أسمهان النقبي مقدمة البرامج الصباحية بتلفزيون أبوظبي أن الإمارات كانت بمثابة القوة الدافعة والمحفزة لشباب الإعلاميين لمواصلة طريقها في عالم الإعلام، مشيرة إلى أنها تدين لها بالفضل في وضعها على طريق النجاح.

وتتمنى النقبي أن تكون دبي دوماً صوتاً للشباب وقضاياهم، وأن تواصل دورها في إحداث نقلة نوعية وطفرة كبرى في صناعة إعلام عربي بروح شبابية، حتى تحافظ على كونها مركزاً لكبرى البرامج التي تصنع خصيصاً للشباب ومناقشة قضاياهم، لتتحول إلى منصة عالمية تنشر قيم التسامح والتعايش.

طاقات مبدعة

يرى الإعلامي الإماراتي أحمد الهوتي أن نهج إمارة دبي الإعلامي يرتكز على تحفيز المبدعين والعمل على تطوير قدراتهم وفتح الباب أمام المواهب، وهو الأمر الذي كان له كبير الأثر في ترك دبي علامة واضحة على صفحة الإعلام، متمنياً أن تواصل دبي مسيرتها الريادية في هذا المجال.

وطالب الهوتي عاصمة الإعلام العربي بأن تستمر في العمل على تهيئة الظروف والمناخ السليم والمحفز لذي يساهم في الوصول بالطاقات الإعلامية الشابة بمختلف تخصصاتها إلى أعلى مستويات الكفاءة ليكونوا دائماً ملبين لتطلعات الناس، متجاوبين مع احتياجاتهم، بمحتوى يخدم في بناء مستقبل واعد ننشده لدولتنا ولأشقائنا في مختلف ربوع العالم العربي.

منارة عربية

تؤمن الإعلامية السورية شهد بلان، بقدرة دبي على تخطي التحديات الكبيرة التي تقف في طريق الإعلام في العالم، وذلك بفضل ما تملكه دار الحي من خطط وبرامج مستقبلية وإمكانات تؤهلها للتعامل مع هذه التحديات، بل وتحويلها إلى فرص يمكن البناء عليها.

وأشارت بلان إلى أن دبي المنارة العربية التي تتجمع بها المحطات والصحف الإقليمية والعالمية، والمقصد الدائم لكافة الإعلاميين والداعم المادي والمعنوي لهم، منوهة بأن حلمها والآلاف مثلها من الإعلاميين العرب والأجانب ولد في الإمارات عامة ودبي بصفة خاصة.

مبادرات طموحة

دعا الإعلامي الإماراتي نور الدين آل يوسف، إلى التركيز في هذا العام على دعم أصحاب المبادرات الطموحة التي من الممكن أن تساهم في تطوير الإعلام ليس في الإمارات فقط بل والعالم العربي، والتي تمكنه من نقل صورة حقيقية عن العالم العربي بعيدة عن التشويه والتقليدية.

واعتبر نفسه واحداً من الإعلاميين المحظوظين الذي كان لهم نصيب أن تكون دبي نقطة انطلاقتهم في عالم الإعلام، متمنياً أن تظل دار الحي الحضن الذي يجمعهم بمختلف ثقافاتهم ولهجاتهم وجنسياتهم.

ودعا المؤسسات الإعلامية إلى مواكبة اختيار دبي عاصمة للإعلام العربي بتوفير فرص تدريبية عبر ورش تؤهل الشباب وتزودهم بالخبرات والمهارات وتقدم لهم الدعم لتقديم أفضل محتوى إعلامي يتناسب وسمعة عاصمة الإعلام العربي.

استراتيجية شاملة

اعتبر المذيع الإماراتي سالم محمد، تطوير القطاع الإعلامي جزءاً لا يتجزأ من مسيرة التنمية المستدامة الشاملة لإمارة دبي والتي نجحت في استحداث استراتيجية شاملة لهذا القطاع، تدعمها تشريعات تواكب تطورات المشهد الإعلامي الأمر الذي جعل من الإمارة مركز جذب لصناع المحتوى.

وشدد محمد على ضرورة أن تواصل دبي رهانها على أنها عاصمة أيضاً للإعلام الشاب، الأمر الذي يتطلب منها توفير فرص حقيقية أمام المواهب الإعلامية الإماراتية الشابة التي تتميز بقدرتها على إثراء المشهد الإعلامي المحلي، طامحاً أن تؤسس دبي جيلاً من الإعلاميين المحليين أصحاب الكلمة والقرار القادر على الطرح الجريء المتزن للقضايا.

ودعا جامعات الدولة إلى مواكبة الحدث بالعمل على تخريج أجيال من شباب الإعلاميين الميدانين القادرين على ملامسة قضايا المجتمع، مؤكداً أن دبي نجحت خلال مسيرة إنجازاتها في المراهنة المحسوبة على قدرات الشباب في كافة المجالات.