الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

دبي عاصمة الإعلام العربي.. واقع يتجاوز عام 2020 (2-3)

تواصل "الرؤية" في الجزء الثاني من ملف «دبي عاصمة الإعلام العربي.. واقع يتجاوز عام 2020» مناقشة أبرز العوامل التي أدت إلى اختيار دبي عاصمة للإعلام العربي، حيث تنهض بدور المظلة، والحاضن الفاعل ليس للمنتمين إلى ساحة الإعلام بميادينه المختلفة فحسب، بل تستضيف عبر مشهدها البانورامي العديد من المؤسسات التي وجدت في بيئتها وبنيتها التحتية المتطورة، المقر الأمثل لنشاطها.

وفي هذا الجزء من الملف، أكد صناع إعلام لـ"الرؤية" أن دبي ليست عاصمة الإعلام العربين بآلية عملية، في هذا التوقيت فقط، ولكن من سنوات طويلة ماضية، بعد أن نجحت في أن تكون بمثابة مركز الثقل، ومحور قيادة قاطرة الإنتاج الإعلامي في المنطقة، فضلاً عن دورها المؤثر عالمياً في هذا الصدد، وأصبحت مركزاً مهماً لصناعة المحتوى الإخباري والإنتاج السينمائي والتلفزيوني.

ولفتوا إلى أن دبي باتت نقطة جذب مهمة لصناع المحتوى التفاعلي نتيجة اعتمادها آلية واضحة لإدارة الحوافز وتخفيض تكاليف الإنتاج، وسهولة التواصل مع الجهات الحكومية والخاصة، وامتلاكها بنية تحتية جاذبة ومحفزة، إلى جانب تسهيل خدمات الدعم الفني عبر أنظمة ذكية تشمل جميع التعاملات، وهو ما جذب المستثمر الذي يبحث دوماً عن بيئات آمنة وجاذبة وتسهيلات وخدمات عديدة.


وأشاروا إلى أن للاستقرار السياسي والنهضة التنموية التي تشهدها البلاد، إضافة لتوفير الخدمات اللوجستية والتسهيلات الاستثمارية العديدة في عالم الإعلام الرقمي، دوراً في جعل دبي صوت الإعلام العربي في 2020.


تصدير المحتوى العربي

أكد مدير عام مدينة دبي للإعلام ودبي للاستوديوهات ماجد السويدي، أن "دبي للإعلام" من أبرز المشروعات التي وضعت عاصمة الإعلام على خريطة الإعلام العالمي وأصبحت مقصداً مهماً لأبنائه، لافتاً إلى أن استراتيجية المدينة تركز على رواد الإعلام والمبدعين وصناع المحتوى، منوهاً بأن توجه المدينة العام يتمثل في إنتاج محتوى جديد من المنطقة يتم تصديره إلى العالم بأسره.

وأشار إلى أن المدينة نجحت منذ تأسيسها في استقطاب كبرى المؤسسات وأفضل المواهب الإعلامية إلى دبي، وذلك بفضل البنية التحتية المتطورة وبيئة الأعمال المحفزة للابتكار والإبداع، لتحتضن المدينة اليوم 2100 شركة يعمل بها أكثر من 25 ألف موظف ورائد أعمال.

وتابع: «جذبت دبي بخدماتها المميزة مؤسسات إعلامية عالمية رائدة كبرى اتخذت منها مقراً لها ومن أبرزها (سي أن أن، تومسون، رويترز، وبي بي سي) والشركات العاملة في مختلف مجالات القطاع الإعلامي والتسويق والاتصال والخدمات المساندة.

مجمع متكامل

ونوه ماجد السويدي بدور مدينة دبي للاستوديوهات، التي لعبت دوراً مهماً في وضع دبي على خريطة الإعلام وصناعة الإنتاج السينمائي والدرامي في المنطقة والعالم بأسره، مشيراً إلى أنه ومنذ إنشائها سنة 2005، تحولت إلى مجمع متكامل يعنى بصانعي الأفلام والمنتجين، حيث يعمل على تعزيز إبداعاتهم عبر مرافق متطورة للإنتاج وما بعده.

وذكر أن "دبي للاستوديوهات" نجحت في ضم مجموعة من الشركات العالمية في مجال الإعلام والترفيه، يعمل بها أكثر من 2800 موظف ومبدع، لتسهم بشكل مباشر في جذب الإنتاجات العالمية الرائدة، والتي كان منها "ستار تريك بيوند" و"ذا كيوب" و"ماستر شيف العربية" و"سرايا عابدين".

وأشار السويدي إلى أنه وضمن جهود دبي للاستوديوهات لدعم ريادة الأعمال واستقطاب أفضل الكفاءات والمبدعين إلى دبي، جاء تأسيس منصة in5 للإعلام التي تستهدف احتضان الطلبة ورواد الأعمال الطموحين وتدريبهم وتوجيههم لإدارة أعمال ناجحة في مجال الإعلام والتسويق وصناعة المحتوى الرقمي، لتسهل عمليات التعارف وتبادل الخبرات والمعلومات والتواصل مع المستثمرين.

ولفت إلى أن المنصة تقدم لأعضائها مراكز متخصصة تضم غرف تحرير ومساحات مبتكرة للعمل المشترك واستوديوهات تصوير وتسجيل صوت ومكاتب وغرف الاجتماعات.

نقطة جذب

اعتبر رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي والرئيس التنفيذي لسلطة دبي للتطوير جمال الشريف، دبي نقطة جذب مهمة لصناع الأفلام والمحتوى التفاعلي، نتيجة اعتمادها آلية واضحة لإدارة الحوافز وتخفيض تكاليف الإنتاج، وسهولة التواصل مع الجهات الحكومية والخاصة، وامتلاكها بنية تحتية جاذبة ومحفزة.

وأشار إلى أن عدد طلبات التصوير التي تتلقاها اللجنة في ارتفاع دائم، حيث وافقت اللجنة منذ بداية عام 2018 وحتى أغسطس من العام نفسه نحو 918 طلب تصوير، بلغت عائداتها أكثر من 100 مليون درهم، فيما شهد 2019 طلبات تصوير بلغت 1481 طلباً بعائدات 144 مليون درهم.

ولفت إلى أنه "خلال الأعوام السبعة الأخيرة زادت وتيرة طلبات التصوير بدبي بشكل ملحوظ، ما جعلها تحجز موقعاً متميزاً على الخريطة السينمائية العالمية والإقليمية، حيث تأتي دول الخليج في مقدمة البلدان التي تتخذ من عاصمة الإعلام مركزاً لتصوير أعمالها الفنية الدرامية والتلفزيونية، فيما تأتي الهند في المرتبة الثانية ومن ثم أمريكا.

وأوضح الشريف أن المساحات الخارجية الواسعة والمنظمة والجاذبة التي تمتلكها دبي أسهمت في تعزيز توافد مختلف شركات الإنتاج الفني لتصوير المواد الدعائية والأفلام، إلى جانب تسهيل خدمات الدعم الفني التي تحتاج إليها هذه الشركات.

أنظمة ذكية

أكد رئيس مدينة الشارقة للإعلام (شمس) خالد المدفع أن الإمارات نجحت في حجز موقعها في عالم صناعة السينما والإعلام، بفضل امتلاكها مؤسسات أسهمت في ترسيخ هذه المكانة، مشيراً إلى أن دبي للاستوديوهات توفر إمكانات تناسب السينما العالمية.

وأشار إلى أن المناطق الإعلامية في الدولة أصبحت اليوم الأسرع نمواً في الدولة، مشكلة تحولاً في مفهوم هذه المناطق بشكلها القديم المتعارف عليه، لتمثل نموذجاً للمدن الحرة الذكية، التي تقدم خدماتها المتكاملة على مدار الساعة، وذلك من خلال أنظمة ذكية تشمل جميع تعاملاتها الداخلية والخارجية.

وأضاف المدفع أن مؤسسات الإمارات الإعلامية وفرت للمستثمرين مزايا كثيرة تشكل مؤشراً مهماً على حيوية البيئة الاستثمارية فيها ومقدرتها على جذب استثمارات من مختلف بلدان العالم، فالمستثمر يبحث دوماً عن بيئات آمنة وجاذبة وتسهيلات وخدمات عديدة.

منظومة قانونية

يرى محمد جلال الريسي الرئيس التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات وعضو المجلس الوطني للإعلام أن انتشار المناطق الإعلامية الحرة بكافة الإمارات منح المستثمرين في القطاع الإعلامي العديد من التسهيلات، في ظل منظومة قوانين وأنظمة إعلامية متكاملة، سهلت على المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية الموجودة بها مهمتها في صناعة المحتوى سواء الإخباري أو السينمائي أو التلفزيوني، ومنحتها مساحة جيدة للعمل، وتغطية أحداث المنطقة كلها.

ونوه الريسي بالدور الذي تلعبه الدولة لتوفير مناخ إعلامي وفكري، وذلك في ظل الاستقرار السياسي والنهضة التنموية التي تشهدها البلاد، إضافة لتوفير الخدمات اللوجستية والتسهيلات الاستثمارية العديدة في عالم الإعلام الرقمي، ما جعل الإمارات بكافة مناطقها الحرة مركزاً مهماً للإنتاج الفني ونبضاً للإعلام في المنطقة والعالم كله.

وأشار الريسي إلى أن المناطق الحرة الإعلامية بالإمارات نجحت في وضع الخطط التسويقية المتقنة لتأسيس بيئة تحفز على الإبداع والابتكار تدعم بها الشركات داخل وخارج الدولة من خلال تطوير المنتجات والخدمات المقدمة لها لتلبية احتياجات السوق الجديدة.

ولفت إلى أن إدارات تلك المناطق مهّدت لتحقيق شراكات ناجحة مع المؤسسات الدولية، حيث اعتمدت على أحدث الأنظمة فيما يخص التعاملات المالية والإدارية وتأمين الأرضية الصالحة لنمو الشركات وتطورها وفق أسس تغرس ثقافة الإبداع.