الخميس - 13 فبراير 2025
الخميس - 13 فبراير 2025

الجراد المسلوق والمحمر.. مكسرات شهية في الكويت

الجراد المسلوق والمحمر.. مكسرات شهية في الكويت
على الرغم من أن اشمئزاز شباب في الكويت من تناول الجراد، إلا أن الكثير من كبار السن ما زال متمسكاً به على اعتبار أنه وجبة شهية مغذية سواء أكان طرياً أو مقرمشاً، حيث يعتبرونه من المكسرات التي لا غنى عنها.

ولا تفوّت الصحافية موضي المفتاح (64 عاماً) أي فرصة لطبخ الجراد وتناوله كلما حل موسم الشتاء.



وتقول: إن أفراد عائلتها بمن فيهم والدتها الثمانينية، توقفوا عن تناول الجراد منذ سنوات لكنها لا تزال تشتريه وتطبخه وتجففه لتتناوله في بقية أيام السنة.

وتضيف "أنا أحب الجراد كما أنني أحب طعمه، وهو جزء من ذكريات طفولتي في عائلتي مع جدي وجدتي وأبي."

وتضع المفتاح كيساً من الجراد الأسود في وعاء من المياه المغلية المملحة فيستحيل لونه أحمر، فيما تنبعث في المطبخ رائحة تشبه رائحة لحم الخروف.



ويستغرق طهو الجراد قرابة نصف ساعة، ويتناوله الكويتيون مباشرة مسلوقاً بعد تصفيته من الماء وتقشيره، أو عقب تحميره في الفرن ليكون مقرمشاً أكثر.

ولا يعد الجراد وجبة رئيسة في الكويت، بل يشبه المكسرات بحسب المفتاح.

وتراجع استهلاك الجراد في الكويت خصوصاً في صفوف الشباب، بحسب العشريني علي سعد الذي ظهرت على وجهه ملامح الاشمئزاز عند التحدث عن تناول هذه الحشرة.

لكن تبقى هذه الوجبة الخفيفة مطلوبة لدى الكويتيين في الستينات والسبعينات من العمر.



ويصل الجراد إلى السوق في يناير من السعودية، ثم يعرض للبيع في أكياس حمراء لا يزيد وزنها عن 250 غراماً.

وتُعرض أكياس الجراد إلى جانب الكمأ الأبيض الذي يحب الكويتيون تناوله أيضاً في منطقة الري.

ويمتهن أبو محمد (63 عاماً) بيع الجراد والكمأ في موسم الشتاء بدلاً من عمله المعتاد في سوق السمك.

ويوضح "يتم صيد الجراد في المساء خلال الشتاء وهو يأتي من السعودية".



وبحسب البائع، فإن هذه الحشرة "تشبه الروبيان ولحمها لذيذ جداً خصوصاً الأنثى" منه.

ويفضل الكويتيون تناول "المكن" وهي أثنى الجراد بسبب كبر حجمها بينما يعزفون عن تناول "العصفور" وهو ذكر الجراد، لصغر حجمه.

يبيع أبومحمد 10 أكياس يومياً من الجراد يراوح سعرها بين 3 إلى 5 دنانير كويتية (8 إلى 16 دولاراً)."

ويتابع "نبيع نحو 500 كيس من الجراد في الموسم الذي يمتد من يناير إلى أبريل".



ويحتفظ الكويتي محمد جاسم العوضي (70 عاماً) الذي يبيع الجراد ويشتريه منذ سنوات بعدد من حشرات الجراد المجففة في جيبه ليأكلها متى يريد.

ويبدأ الرجل الذي يُلقّب بـ"ملك السوق" أكل الجراد، فينزع قشور رجليها ويفصل رأسها عن بقية جسمها ويتناولها.



ويؤكد "هذه ألذ وجبة. شبعت ولن أتناول وجبة الغداء اليوم"، موضحاً "كلما كان (الجراد) يابساً كان طعمه أطيب (...) كان والدي يحتفظ به أيضاً في جيبه."

وكانت سلطات البيئة والبلدية منعت قبل عامين بيع الجراد بسبب مخاوف من رشّه بالمبيدات وفق العوضي، لكنه يباع ومتوافر في السوق.