الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الياسي.. إماراتي يصنع «باقات السعادة» بأزهار الفواكة والورود الاستوائية

محمد الياسي مواطن إماراتي شاب عشق عالم الزهور، فاختار أن يلازمه عبقها على مدار اليوم، ، ليجد في الزهور الاستوائية وورود الفواكه أصدقاء دربه في صناعة البهجة وزرع الابتسامة، يسرد لهم أفراحه وهمومه، ويغزل منهم باقات السعادة.

البداية

وعن بدايته في عالم تنسيق الزهور، تحدّث الياسي لـ«الرؤية» من معمله فلامنغو فلاور وأمامه عشرات من الزهور الملونة التي تنثر البهجة والسرور في النفوس، قائلاً: «منذ الصغر وأنا عاشق للزراعة وعالم الزهور، وتعلمت فنونها في عمر الثماني سنوات، وأحببت حينها زراعة النباتات المختلفة ورعايتها، ولكن لم تخطر ببالي فكرة زراعة الورد بشكل خاص، وأنها ستكون بوابة لدخول لعالم الزهور والروائح العطرة».

وأوضح أنه قام بجولات سياحية عدة لزيارة بلدان مختلفة لاستكشاف أنواع الزهور المتباينة والمنتشرة في كافة أنحاء العالم، وزيارة المزارع بشتى منتجاتها الزراعية، واستطاع أن يكتسب خبرة واسعة في هذا العالم.

استثمار الموهبة

وعن بدايته الفعلية في استثمار موهبته وتحويلها إلى بوابة لدخوله عالم الأعمال لأول مرة، أوضح الياسي أن «مهاداة الزهور عادة قديمة وفن للتواصل مع الناس بمختلف المناسبات التي تمر عليهم، وبدأ خطواته الأولى في عالم تنسيق الزهور عندما طلب منه أحد أصدقائه تصميم زينة لمولوده الجديد، وخطرت بباله فكرة دمج مهاراته الحرفية من نجارة وتشكيل الأخشاب مع منسق للزهور لتنفيذ الشكل النهائي، ولم يتوقع الثناء الكبير ممن رأى تصميمه المبتكر الذي كان يحمل تفاصيل كثيرة كل منها يعكس عنصراً من عناصر الجمال».

فلامنغو فلاور

وأضاف الياسي أنه بعد عدة تجارب لاحظ أن الطلبات في تزايد، لذلك قرر الاتجاه في عام 2013 إلى مشروع صغير يستثمر فيه موهبته، وكانت الخطوة الأولى إنشاء ورشة صغيرة في بيته أطلق عليها «فلامنغو فلور»، التي باتت متنفساً يومياً له بعد الانتهاء من العمل وحرص على توفير الجو المناسب لما يقوم به، كما أنه نجح في تصميم علب وصناديق بتشكيلات رائعة يمكن وضع الزهور فيها للخروج من إطار التقليد والمألوف المتعارف عليه في محال الزهور.

كان الأهل والأصحاب أول زبائنه، ثم انتشرت تصاميمه التي تلونت بلمساته المميزة واستحوذت على إعجاب كل من رآها، وامتد نشاطه بالتعاون مع الجهات المحلية والاشتراك في إقامة ورش العمل في مجال تنسيق الزهور، وإنتاج الباقات التي تناسب كل مناسبة اجتماعية.

الزهور الهولندية

وأشار الياسي إلى أنه يحرص على التنويع في اختيار الأزهار، ويعتمد بشكل مكثف على ما يتأقلم مع الأجواء المناخية في الإمارات، ويكون قادراً على العيش فترة طويلة، ومن خلال أبحاثه وجد أن أكثر الأنواع المناسبة هي الزهور التي تنمو في المناخ الاستوائي، كما يعتمد على الزهور الهولندية أو الأوروبية في الأعراس لكونها ذات رائحة عطرة جميلة وحجمها كبير بارز يلفت النظر.

دلالات الألوان

وذكر الياسي أن الزهرة التي يعتمد عليها في تصاميمه يتباين شكلها ونوعها وفقاً لطبيعة المناسبة التي ستقدم فيها، ولكل لون فيها معنى ودلالة، فرغم اختلاف الأذواق هناك أنواع من الزهور لا تخلو منها المناسبات الاجتماعية، وكذلك تتحكم العادات والتقاليد في كل بلد بنوعية الزهور التي يتم الاعتماد عليها، فمثلاً في الصين يكون اللون الأبيض والأسود دلالة على الحزن، لذلك يطلع قبل تصميم كل باقة على ثقافة البلد الذي ينتمي إليه الزبون الذي يقصده.

مهندس الزهور

وعن لقب مهندس الزهور، قال الياسي «منحني هذا اللقب المميز الذي أعتز به رواد سوشيال ميديا الذين يتابعون كافة تصاميمي، لأن تخصصي الجامعي هو الهندسة بالأساس واحترفت مجال فن تنسيق الزهور، لأدمج بين مهنتي وهوايتي في لقب محبب إلى قلبي».

حقائق وغرائب

وعن أغرب الزهور التي تعرف عليها نتيجة انخراطه في هذا العالم، أشار الياسي إلى أن زهرة الخفاش تعد من أغرب الأنواع وهي تنتمي للبيئة الاستوائية وقد لا تبدو جميلة المنظر لكنها ذات شكل مميز لأنها مفرودة على شكل أجنحة الخفاش ولها امتداد شعيرات طويلة مما جعلهم يطلقون عليها هذا الاسم، وكذلك ورود الفواكه المختلفة ومنها زهرة فاكهة الآلام التي لا يتم استعمالها عادة في التصاميم لكون حياتها خارج الثمرة أو النبتة قصيرة جداً.

7 أعوام

ورغم رحلته في عالم صناعة البهجة التي تمد لأكثر من 7 أعوام، فمازال يكتشف ويتعلم أسرار هذا المجال ويعتبر كل ما يمر به في عمله بمثابة درس يتعلم منه المزيد، وكل تحدّ يواجهه في طريقه ما هو إلا مكسب جديد يضيف إلى رصيد خبراته.

ويشعر الياسي بأن تنسيق الزهور مشروع يتميز بخصوصية مختلفة لأن الزهر يشعر بمن حوله ويتأثر به، فإذا كان منسق الزهور يحس بالسعادة وبطاقة إيجابية، فسينعكس الأمر على الورود برؤيتها تتفتح، أما إذا كان خلاف ذلك فستذبل.

يعتمد أسلوب البساطة وينصح زبائنه دائماً بعدم الإخلال بشكل الباقة من خلال تنسيق الألوان لتبدو الباقة أكثر جاذبية للناظرين، إلا أن ثمة لغة للألوان يعتمدها بعض الزبائن مثل اختيار الأزرق للمولود الحديث وسواه، بينما لا يتقيد شخصياً بهذه الفلسفة ويترك الخيار مفتوحاً أمامه في رسم الباقة وتشكيلها بصورة مناسبة.