ونعى النجم الأيقونة مايكل دوغلاس والده قائلاً "أحبك، وأفخر بشدة أنني ابنك".
ولد إيزودور ديمسكي في 6 ديسمبر 1916 في نيويورك، وهو الطفل الرابع والولد الوحيد لمهاجرين يهوديين.
وعلى مدار سبعة عقود مثل ابن المهاجر الروسي الفقير المولود في 6 ديسمبر 1916 إيزور دانيلوفيتش أو كيرك دوغلاس أكثر من 90 فيلماً.
وقال آخر عظماء العصر الذهبي لهوليوود في مقال نشره عام 2014: إن أكثر أعماله التي يفتخر بها هي "الحب الغريب لمارتا إيفرز، بطولة، السيئ والجميلة، قانون للحب، 20 ألف دوري تحت سطح البحر، المحارب الهندي، رغبة في الحياة، دروب المجد، سبارتاكوس، وحيداً وشجاع، وسبعة أيام في مايو".
والحقيقة أن أفلاماً مثل سبارتاكوس، والفايكنج جعلته واحداً من أكبر نجوم الشباك في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وكان قد أصبح دوغلاس نجماً عالمياً بعد دوره البارز كبطل ملاكمة عديم الضمير في فيلم "البطل" (1949).
ولم يكتف بالنجاح الجماهيري فقط، بل تم ترشيحه ثلاث مرات لجائزة الأوسكار، عن دوره في فيلم بطولة عام 1949، السيئ والجميلة عام 1953، ورغبة في الحياة عام 1957. كما تسلم جائزة أوسكار تقديراً لأعماله في عام 1996 "لدوره في دعم الإبداع والأخلاق في صناعة السينما".
لم يبنِ دوغلاس شهرته ومكانته كممثل فقط، بل ورجل صاحب موقف مناصر للعدالة، وداعم للإنسانية.
وكان الممثل الراحل قد عانى من سكتة دماغية في عام 1996، أصابته بتلعثم في النطق، وشلل خفيف في أعصاب الوجه، ولكن ذلك لم يمنعه من حضور مراسم الأوسكار وتسلم جائزة إنجاز العمر بعدها بأسبوعين، كما كرمه النقاد في عام 1960 عن دوره كمصارع ومحرر للعبيد في فيلم سبارتاكوس.
وعمل أسطورة هوليوود الراحل مع كوكبة من المخرجين الكبار من بينهم فنسنت مينيللي، بيلي وايلدر، ستانلي كوبر، وإيليا كازان.
وعندما شعر أن السينما تبتعد عنه، لم يكابر، واتجه للتليفزيون في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وشارك في أعمال تليفزيونية رائعة مثل النصر في إنتيبي وآموس الذي تعرض لقضية إهانة كبار السن.
واتجه دوغلاس للتأليف وألف كتباً وروايات مثل مذكرات ابن جامع الخرق، الرقص مع الشيطان، الموهوب والمختصر في صناعة سبارتاكوس، كما خصص كتابه " دعنا نواجه ذلك" لمخاطبة أحفاده.
ولم يكتف النجم الراجل بذلك فأسس جمعية خيرية منحت ملايين الدولارات لجهات إنسانية مثل مستشفيات الأطفال، إلى جانب تمويل ومساعدة الفنانين الشباب في لوس أنجلوس، كما اختارته الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة.
ولم يتردد النجم الوسيم في الاعتراف بنقاط ضعفه في سيرته الذاتية، مشيراً إلى أنه ارتبط بعلاقات حب مع جميلات هوليوود مثل مارلين ديتريش، وريتا هيوارث، مضيفاً أنه لم يكن وفياً تماماً لزوجتيه ديانا ديل، وجويل، ولكن زوجته الثالثة آن بويدنز هي التي علمته الاستقامة وأنجب منها ولديه بيتر وإريك.
ولم تخل حياة دوغلاس من فواجع وميلودراما ليس أقلها وفاة ابنه إريك بسبب جرعة زائدة من المخدرات، وتعرضه لحادث تحطم طائرة، وإصابته بسكتة دماغية، وسجن حفيده كاميرون مايكل دوغلاس سبع سنوات.
عمل إبان دراسته في المرحلة الثانوية موزعاً للصحف وبائعاً للأقمشة المستعملة، لتوفير المال لدراسته الجامعية، ولكنه منح ما وفره لوالده عندما احتاجه، وعمل بعد ذلك كعامل توصيل في متجر.