الجمعة - 14 فبراير 2025
الجمعة - 14 فبراير 2025

«الهيغي».. سر سعادة الدنماركيين

أكدت المسوحات الاجتماعية الأوروبية التي أُجريت في الآونة الأخيرة، أن الدنمارك من أكثر دول العالم سعادة، ولعل الكثيرين لا يعرفون أن السر يكمن في «الهيغي».

وكشف المدير التنفيذي لمؤسسة أبحاث السعادة في كوبنهاغن «ميك ويكينج» عن دراسة جديدة أوضحت الأسباب التي جعلت الدنمارك تتربع في صدارة الدول الخمس التي تتمتع بنمط حياة سعيد، وقد ضمها ويكينج في كتاب بعنوان «الهيغي» قال فيه: إن الدنمارك ليست مدينة فاضلة ومثالية، لكني أعتقد أنها يمكن أن تكون مصدر إلهام للكيفية التي يمكن للبلدان أن تؤثر على نوعية الحياة لمواطنيها.

وأضاف «أن موقع الدنمارك كواحدة من أسعد البلدان في العالم، خلق الكثير من الاهتمام العالمي حول السبب الذي يجعل الدنماركيين سعداء، وماذا يمكن أن نتعلم منهم عندما يتعلق الأمر بالسعادة؟».

أمضى ويكينج سنوات يدرس الحياة الدنماركية، ونمط العيش فيها وخرج بنتيجة، ألا وهي أسرار «الهيغي» وهي كلمة دنماركية تعني «الرفاهية».

وأشار إلى أن اعتماد «الهيغي» على عناصر عدة، أبرزها: «المؤانسة» وهي الجلسات الأسرية وتشارك الطعام مع الأصدقاء، ثانياً الشموع: أكدت الأبحاث أن 96% من الدنماركيين يضيئون الشموع كل يوم، ما يخلق أجواء مريحة ودافئة، ولا سيما في فصل الشتاء البارد.

وتطرَّق إلى أثر كعكة الزنجبيل، وهي الوجبة المفضلة لدى الدنماركيين، التي تحضرها الأمهات في البيت فضلاً عن الفطائر المحلاة والخبز المنزلي.

كما أشار إلى أفلام السهرة التلفزيونية، وتحديداً طقوس مشاهدة أفلام التلفزيون مع الأسرة والأصدقاء، وتناول المشروبات الساخنة كالقهوة يلعب دوراً في تعزيز الشعور بالسعادة، حيث أطلق الدنماركيون على هذا التقليد «كافيهغي» أي متعة القهوة.

«هنا والآن» وهو مفهوم تأملي عميق يؤمن الدنماركيون به بناء على فلسفة «عيش اللحظة هنا والآن» والاستمتاع بتفاصيل الحياة الصغيرة كشرب كوب من القهوة والشعور بالامتنان كل صباح.

ولعل من العوامل المهمة والمساهمة في زيادة مستوى السعادة لدى الدنماركيين، هو حرصهم على الاستمتاع بمتابعة الظواهر الفلكية، مثل: تساقط الشهب، ومتابعة حالات القمر، ورحلات التزلج، حيث يلجأ الدنماركيون إلى إحضار أغطيتهم لقضاء ليلة ماتعة تحت السماء المرصعة بالنجوم لمشاهدة النيازك المتساقطة في أغسطس.