يسترجع ذكرياته عبر «الرؤية» ليحكي بداية محنته وكيف ولد الأمل من رحمها، فيقول: «في الصف السابع كانت تصيبني الحساسية في فصل الربيع كأي شخص، اختار أبي أمهر الأطباء لعلاجي، وصفة من طبيب مشهور ربما تكون هي العلاج، أعطاني (الكورتوزون) لمدة عام ونصف، ليدمر أعصاب عيني دون علم من أهلي، فقدت بصري بعد محاولات للعلاج».
وتابع: «كان عمري لا يتجاوز 15 عاماً، منعت من كل ما أحب، حتى أعز الأصدقاء هجروني، لا رياضة ولا صداقة، بكاء فقط من الأهل والأحباب».
وأضاف: «5 سنوات يائسة عشتها، ظلام دامس، أصابني الضياع، لكن شخصيتي القوية ساعدتني على تخطي الأمر»، وظهر بصيص أمل في سن الـ18 عاماً حين تعرف نشاش على علي، وهو أحد أبناء الحي، كان كفيفاً، وكان اليد التي علمته أموراً كثيرة عن عالم المكفوفين.
وفي جمعيات رعاية المكفوفين، وجد الكثير ممن لهم نفس معاناته كباراً وصغاراً، جميعهم لديهم أعمالهم وحياتهم، ما عدا هو كان واقفاً مكانه منذ أصابته المحنة.
وتابع: «هؤلاء الأشخاص في جمعية المكفوفين كانوا سبباً لمحاولة البحث عن ذاتي، فأنا لم أُخلق عبثاً، فاخترت ممارسة الرياضة لأنها شغفي».
تفوق نشاش في ممارسة الرياضة، بل وصل إلى العالمية، خصوصاً في كرة الهدف، وهي رياضة خاصة بالمكفوفين، ومن ثم انتقل لألعاب القوى وحقق أرقاماً قياسية عالمية أبهرت الجميع.
وأسس نشاش عام 2002 نادياً للمكفوفين، ثم فريقاً للاعبين المكفوفين، وأحضر بنفسه المدربين لهم، شارك مع مكفوفين آخرين لرصد الطيور في المحميات، ليس جنوناً منه كما يعتقد البعض، لكن لمساعدتهم ومساعدة نفسه على التمييز بين الطيور.
ولم يفوت نشاش أي دورات تدريبية يصادفها من تعلم صناعة الصابون وزراعة الزعتر الطبي، وحتى دورات علم النفس حتى أصبح مدرباً للتنمية البشرية، بخلاف كونه مدرباً لفن التنقل والحركة للمكفوفين.
واكتشف نشاش أن لديه صفات العدائين وجسماً رياضياً ووضعاً صحياً مناسباً، فاختار العدو ليفوز عام 2012 بجائزة السوسنة السوداء لأفضل رياضي للعام، وبحلول عام 2013 كان نشاش أول عداء عربي كفيف يقطع مسافة 42 كيلومتراً.
وشارك في أولمبياد العدو العالمية محققاً المراكز الأولى عربياً، والثاني على قارة آسيا، ومصنف ضمن أسرع 10 عدائين على مستوى العالم، كما شارك مؤخراً في مارثون دبي للجري وحقق مركزاً متقدماً عن فئة المكفوفين.