قصة حب إماراتية بطلاها الإعلامي والكاتب محمد راشد الغفلي وزوجته نجوى الشامسي، اللذين قهرا الصعاب وتحديا فقدان البصر ببصيرة الحب، وتغلبا على كافة العقبات وصححا الصورة النمطية عن أصحاب الهمم من المكفوفين.
واجه محمد الغفلي تحدياً كبيراً عندما أعلن عن رغبته الجادة في الارتباط بالمرأة التي اختارها قلبه، ورفض طلبه لأنها من أصحاب الهمم المكفوفين وتعاني ما يعانيه هو، ما عزز الخوف من عدم قدرتهما معاً على تسيير شؤونهما الخاصة.
وأصر الغفلي على رأيه وطلبه، وأقنع أسرته وعائلة زوجته بالارتباط، واتخذ قراراً بالزواج من نجوى الشامسي، واليوم يعيشان في منزلهما برفقة ابنهما راشد.
وقال محمد الغفلي: «المكفوفون لا ينقصهم شيء عن المبصرين، ومن فقد حاسة واحدة من حواسه الخمس، بإمكانه أن يوظف باقي حواسه لتعويض ما فقده ويحقق التكامل المطلوب».
وتعود بداية قصة محمد ونجوى إلى مقر جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، عندما تعرف الغفلي على زوجته، التي وجد فيها كل المواصفات التي كان يبحث عنها من ثقة واستقلالية وثقافة، على الرغم من كونها كفيفة.
وأضاف الغفلي: «شعرت بأنها المرأة المناسبة لي والتي ستكملني، واليوم مضى على زواجنا أكثر من 8 سنوات، وزوجتي الحمد الله متمكنة من تنفيذ المهام المنزلية، وخاصة أن أغلب الأجهزة والأدوات المستخدمة مرتبطة بذوي الإعاقة البصرية وملحقة بجهاز ناطق».
ولعبت زوجة الغفلي دوراً مهماً في نجاحه كإعلامي وكاتب، فكان لها الفضل في تميزه بالمسار العملي والتعليمي بعد أن نال درجة الماجستير في «سياحة أصحاب الهمم»، ليس ذلك فحسب بل يخوض الزوجان تجربة السفر بمفردهما إلى أرمينيا وأذربيجان، وبعض الدول العربية.
واعتبر الاعتماد على النفس والاستقلالية السمة الأساسية لنجاح تجربة الزواج بين المكفوفين، مُنتقداً نظرة الشفقة من المجتمع والتعامل مع وضعهم بحساسية.
وأشار إلى أن للكفيف الحق في عيش حياة أسرية طبيعية، منوهاً بضرورة تنبه الجهات المعنية لتوعية المجتمع بكافة فئاته لمراعاة حقوق المرأة الكفيفة في شتى المجالات.
أما زوجته نجوى، فقد كانت التحديات حافزاً لها على التميز، فهي الموظفة والزوجة والأم المثالية، وكانت من أوائل المرحلة الثانوية، وتخرجت من جامعة الشارقة قسم العلاقات العامة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.