يكاد التفاعل مع الآخرين أن يكون دائماً لعبة لقراءة الإشارات والرد عليها، حيث من المعتقد أن الابتسامة تعرب عن السرور، وبالتالي يرد عليها بابتسامة أخرى، كما يعتقد البعض أن العبوس يدل على الحزن، وبناء عليه فقد يحاولون إدخال البهجة على صاحبه.
قد لا تكون تعبيرات الوجه مؤشراً موثوقاً للمشاعر، حسبما يشير بحث جديد، ولنكون أكثر دقة علينا أن نقول إنه يجب ألا نثق مطلقاً بتعبيرات الوجه، وفقاً للبحث.
وقال أليكس مارتينز، أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسب الآلي في جامعة ولاية أوهايو الأمريكية: «السؤال الذي طرحناه هو هل يمكننا أن نرصد بشكل سليم المشاعر من تعبيرات الوجه؟ وكانت النتيجة الأساسية أن هذا ليس ممكناً».
وقدم مارتينز، الذي ركز على بناء خوارزميات حاسوبية لتحليل تعبيرات الوجه، وزملاؤه نتائج بحثهم أمام الاجتماع السنوي للرابطة الأمريكية لتقدم العلوم في مدينة سياتل.
وحلل الباحثون حركة العضلات في وجه الإنسان وقارنوا حركات تلك العضلات بمشاعر الإنسان. ووجدوا أن محاولات رصد أو تعريف المشاعر، استناداً إلى تعبيرات الوجه، دائماً ما تكون خاطئة.
وقال مارتينز: «كل شخص يبدي تعبيرات وجه مختلفة تستند إلى سياق وخلفية ثقافية، ومن المهم إدراك حقيقة أنه ليس كل شخص مبتسم يشعر بالسعادة، وليس كل شخص سعيد هو الذي يبتسم، حتى إنني قد أذهب إلى القول إن أغلب الأشخاص الذين لا يبتسمون ليسوا بالضرورة غير سعداء، وإذا كان المرء يشعر بالسرور فهو لن يجوب الطرقات وقد وضع ابتسامة على وجهه، إنه سعيد فحسب».
ونقل موقع «ساينس ديلي» عن مارتينز القول إن الأشخاص قد يبتسمون أحياناً بدافع من الأعراف الاجتماعية.
وفي هذا السياق، بدأت بعض الشركات تطوير تقنية للتعرف على حركات عضلات الوجه وتحديد المشاعر أو النية من وراء هذه الحركات.
وبعد تحليل بيانات بشأن تعبيرات الوجه والمشاعر، خلص الفريق البحثي الذي ضم علماء من جامعة نورث إيسترن ومؤسسة كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة ويسكونسين إلى أن الأمر يحتاج إلى أكثر من مجرد تعبيرات لرصد المشاعر على نحو سليم.