الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«درب الزلق» يلهم كاتباً أدوات تطوير منظومة ريادة الأعمال

مروة السنهوري ـ الشارقة

تحول المسلسل الكويتي الساخر «درب الزلق» إلى أداة بحثية ومنهجية مهمة لتحليل المضمون الإعلامي الذي يمكن من خلاله استشراف المستقبل وتطوير منظومة ريادة الأعمال.





ويعتزم الإعلامي الكويتي سعد عبدالله الربيعان إصدار كتابه، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب المقبل، حول ريادة الأعمال، مستوحاة تفاصيله من المسلسل الكويتي المعروف الذي أنتج عام 1977.

والربيعان مؤسس مركز الأعمال الكويتي في دبي، ومستشار إعلامي في إحدى الجهات الحكومية، جمع في تأليفه للكتاب بين اختصاصه في الإعلام وشغفه بريادة الأعمال.





يتناول الكتاب الذي يصنف ضمن المضامين التحليلية للإعلام النماذج الأساسية في مجال ريادة الأعمال ومسار التغييرات التي انعكست على حياة الممثلين بعد أداء دورهم في المسلسل.

وحلل الربيعان مضمون المسلسل بشكل علمي من خلال بحث منهجي استمر سنوات، توقف بعد وفاة الممثل عبدالحسين عبدالرضا ومن ثم استكمله بالتعاون مع أبناء الممثل الكويتي الراحل.





وخلال تحليله للمسلسل اكتشف أن هناك 4 أنماط للشخصيات تتنوع في آلية تعاملها مع المال صنّفها عبر مميزات محددة.

وأكد الكاتب الكويتي لـ«الرؤية» أن عشقه للعمل الدرامي كان وراء تنفيذ بحث علمي يستخلص الدروس الريادية التجارية من واقع خلفيته المهنية في تحليل المحتوى الإعلامي، منوهاً بأنه استهدف توثيق هذه الدروس في كتاب من أجل الخروج بعمل يقدم زاوية جديدة لعشاق هذا العمل الفني الرائع.

ووجد الربيعان في «درب الزلق» أكثر من 30 درساً ريادياً جرى استخلاصها من حلقات العمل المكون من 13 حلقة، قسمها إلى مجالات رئيسة هي شخصية رائد الأعمال، الفكرة التجارية، وتنفيذ المشروع التجاري.





وأكد أن كل شخصية في هذا المسلسل تمثل واقعنا بشكل أو بآخر فـ«حسينوه» هو المغامر، وإلى جانبه الشريك الوفي «سعد»، وخالهم «قحطة» صاحب الحرفة، وجارهم «بوصالح» صاحب المشروع المنزلي.

وتتنوع الدروس الريادية بين خدمة العملاء من مشتري الأحذية والغش التجاري في بيع معلبات لحم الكلاب ومهارات التوظيف.





وأكد الربيعان أن المسلسل قدم 4 نماذج في التعامل مع المال، الأول من رواد الأعمال وهو عبدالحسين عبدالرضا الرجل الفقير الذي لم يكن راضياً عن واقعه، ينتقد بشكل دائم أسرته لذلك بادر بإطلاق أفكار جديدة ومبتكرة كشراء «الأهرامات» من مصر وبيع «أكل الكلاب».

ويتابع: «على الرغم من طرافة الفكرة الساخرة بالنسبة لشراء الأهرامات من مصر إلا أن المسلسل استشرف صناعة السياحة المستقبلية، وذلك تحديداً ما تمثله فكرة القرية العالمية ومتحف اللوفر في أبوظبي.

وبالنسبة لأكل الكلاب الذي جرى تسويقه كأكل للبشر بعد أن بارت السلعة، فإن ذلك تحديداً هو ما حدث بعد بروز الأكل المُعلب في محال البيع والتجزئة بسنوات».





أما النموذج الثاني الذي قدمه المسلسل في منظومة العمل الريادي فهو الأخ «سعد» الذي يمتلك الكثير من المال لكن ليس لديه أفكار ابتكارية للمشاريع.

فيما تتمحور فكرة النموذج الثالث حول الخال «قحطة» الذي يعمل في مجال صناعة النعال، وهو الوحيد الذي يمتلك حرفة بين كل النماذج لذلك يستمر في مجال عمله، حاصداً الكثير من الأرباح.

أما النموذج الرابع فهو «أبو صالح» الجار الذي يبيع الثلج ويأتي دوره للتعبير عن المشاريع الصغيرة في المنازل، وعلى الرغم من تطور العصر آنذاك وبروز الثلاجات إلا أنه لم يستطع مواكبة المتغيرات والانسجام معها.