الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

طالبان من «الأمل للصم» بالشارقة يفوزان في مسابقة عالمية للحسابات الذهنية

في إنجاز غير مسبوق فاز طالبا مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (عبدالرحمن ناصر أحمد وخليفة عبدالغفور أمير المدني) بالمركزين الأول والثاني في الدورة 24 لمسابقة اليوسي ماس UCMAS، (المفهوم العالمي لنظام الحسابات الذهنية) التي أقيمت في كمبوديا بمشاركة 3850 طالباً من 37 دولة.

وجاء ذلك خلال حفل تكريم نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الخميس الماضي، بحضور مدير عام المدينة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي لكل من الطالبين الفائزين بالمركزين الأول والثاني في مسابقة اليوسي ماس UCMAS بكمبوديا.

وأكدت الشيخة جميلة القاسمي فخرها واعتزازها بإنجازات الطلبة المُكرمين فللمرة الأولى على مستوى العالم يشارك طلاب صم في مسابقة اليوسي ماس مع أقرانهم السامعين ويحققون أعلى المراتب في إنجاز عالمي غير مسبوق وللمرة الأولى يتخرج من كلية الهندسة المعمارية في جامعة الشارقة مهندس أصم، وبإذن الله لن تقف إنجازات طلبة المدينة عند هذا الحد وسيستمر التفوق والإبداع.

من جهته، قال الطالب الإماراتي الأصم خليفة المدني (14 عاماً) لـ«الرؤية»: «تدربت على مدار أشهر مع معلمات مدرستي على امتلاك المهارات السريعة والدقيقة في حل المسائل الرياضية حتى أتمكن من حل 152 مسألة رياضية في وقت قياسي، لدرجة أني لم أهدر وقتي حتى خلال رحلتي إلى كمبوديا التي استغرقت أكثر من 3 ساعات وبادرت بالتدرب على حل المسائل الرياضية على متن الطائرة».

وأضاف «تفاجأ فريق العمل المشرف على المسابقة في كمبوديا بعد فوزنا بأننا نعاني من إعاقة سمعية إلا أننا حققنا إنجازاً في حل المعادلات الرياضية في التوقيت المحدد بالضبط».

وتابع «عند تسجيلنا للمسابقة لم نشر إلى إصابتنا بالإعاقة السمعية، لأننا فضلنا المشاركة كغيرنا من الطلبة حتى نحظى بنفس المعاملة وكانت المفاجأة كبيرة بالنسبة للمشرفين عندما عرفوا أننا من فئة أصحاب الهمم لكننا تفوقنا على الآخرين».

ويتطلع المدني في المستقبل إلى الدخول لكلية الطيران حتى يصبح طياراً محترفاً في مجاله يرفع اسم بلده الإمارات.

إلى ذلك، ذكر الطالب الفائز بالمركز الأول من الأردن عبدالرحمن ناصر أحمد (16 عاماً) أن برنامج التدريب المحترف للـ(يوسي ماس) قدمته المدينة لـ30 طالباً من طلابها المتفوقين في مدرسة الأمل التي تعتبر أول مدرسة للأشخاص الصم تشارك في المسابقة على مستوى العالم واهتمامها بهذه المسابقة لا يقتصر على قيمتها العلمية وحسب، بل نظراً لما تقدمه للطلاب الصم من آفاق ذهنية جديدة ومجالات لتطوير الذات وتنمية المهارات والدمج مع الأقران السامعين.

وأشار إلى أنه على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهته خلال فترة التدريب التي استمرت لأشهر إلا أنه لم يكن متوقعاً فوزه بالمسابقة.

وقالت لـ«الرؤية» مديرة مدرسة الأمل للصم عفاف الهريدي «للمرة الأولى على مستوى العالم يشارك طلاب صم في مسابقة اليوسي ماس مع أقرانهم السامعين، ومن هنا تأتي أسبقية الإنجاز».

من جانبه، أكد خبير ومترجم لغة الإشارة وائل سمير كامل أن فوز الطالبين جاء كرد على الكثيرين ممن شككوا في قدرة الطلاب الصُم على المشاركة والفوز باسم الإمارات إلا أنهما حققا نجاحاً منقطع النظير.

وأوضح أن المصابين بالإعاقة السمعية يحتاجون إلى لغة تواصل فقط تشرح لهم وتفهمهم المطلوب حتى ينجزوه، ولعل التحدي في الأساس يكمن فقط في آلية التواصل وإذا ما وجدت حلت المشكلة، مؤكداً أن الإعاقة السمعية لا تعيق أصحابها عن تحقيق أهدافهم.