الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

جيونغ.. مذيعة كورية تكسر احتكار الرجال لعالم تقديم نشرات الأخبار

أ ف ب

كسرت المذيعة الكورية الجنوبية لي سو جيونغ احتكار الرجال لعالم تقديم النشرات الإخبارية، حيث باتت أول كورية جنوبية تذيع نشرة إخبارية على القنوات المحلية في بلد بقيت فيه هذه الوظيفة المرموقة لعقود طويلة حكراً على الرجال.

وبواقع 5 مرات أسبوعياً، تطل هذه الأربعينية منذ نوفمبر الماضي على المشاهدين عبر نشرة «نيوز 9» الإخبارية من قناة «كاي بي أس» التلفزيونية العامة.

ورغم التقدم الاقتصادي والتقني الكبير الذي تنعم به البلاد، لا يزال الرجال يهيمنون بصورة كبيرة على المشهد الثقافي فيها.

وحتى وصول لي سو جيونغ، لم تكن النشرات الإخبارية تفلت من هذه القاعدة إذ جرت العادة أن يتلو رجل كهل الأخبار الرئيسة خلال النهار بنبرة جادة، قبل أن تنضم إليه شابة لقراءة الأخبار الخفيفة.

وبعض هؤلاء المقدمات الشابات اختفين عن الشاشة إثر تخليهن عن مهنتهن بهدف الزواج من أحد أفراد العائلات المالكة لشركات «شايبول»، وهو الاسم الذي يُطلق على كبرى المجموعات التجارية في كوريا الجنوبية.

وجاء اختيار لي لأداء هذه المهمة ليحطم تقليداً معمولاً به منذ عقود. وتتشارك المذيعة البالغة 43 عاماً تقديم النشرة مع شاب يصغرها سناً، ويبدو أن طموحاتها في المجال لا تزال كبيرة.

وأوضحت الصحافية أنها أرادت كسر الطابع التقليدي لنشرات قناة «كاي بي أس» بهدف استقطاب جمهور من الشباب عادة ما ينفر من هذه المضامين التي تميل أحياناً إلى «تقديم مواعظ للمشاهدين».

ومنذ تسلمها وظيفتها الجديدة في نوفمبر، ارتفعت نسبة مشاهدة النشرة الإخبارية من 9.6% إلى 11%، ولكنها تدرك تماماً أن الخطأ ممنوع في هذه المهنة.

تؤكد لي تصميمها على تقديم «أداء جيد» لمنح الكوريات الجنوبيات «مزيداً من الفرص».

وتقول «إذا فشلت في عملي، فقد يلحق ذلك أذى بمعظم الصحافيات».

وتقر لي إن هذا الضغط يفوق حتى ذلك الذي تشعر به لدى تقديمها النشرة الإخبارية على الهواء.

وفي كوريا الجنوبية التي يحتل اقتصادها المرتبة الـ12 عالمياً، لا تزال القيم التقليدية حاضرة بقوة في المجتمع.

ومن أبرز المؤشرات على ذلك أن الهوة في الرواتب بين الرجال والنساء لا تزال الأعلى بين سائر البلدان المتقدمة.

وفي المعدل، تتقاضى النساء 66% من رواتب الرجال، كما أن الأمهات العاملات يخضعن لضغوط قوية لعدم التقصير في أي من المهام الملقاة على عاتقهن سواء في تربية الأطفال أو المجال المهني.

وتواجه كثيرات صعوبة في التوفيق بين الوظيفة والعائلة، ما يرغمهن على التخلي عن مسيرتهن المهنية.

ودفع هذا الضغط الاجتماعي كوريات جنوبيات كثيرات إلى التخلي عن فكرة الأمومة .