الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

"لا جن ولا عفاريت".. طفلة مهووسة بـ"الحرائق" وراء إشعال النيران في 13 منزلاً بمصر

كانت تخفي "الولاعة في حذائها"، تمر على بيوت القرية، كل يوم تختار منزلاً معيناً لتشعل النار فيه، بطريقة معينة وتوقيت محدد، لأهداف واضحة في ذهنها، ذهنها هي فقط، لتكون الحصيلة 13 حريقاً في أقل من أسبوعين.

عاش أهالي قرية الشراقوة التابعة لمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ المصرية أيام رعب حقيقية، فكيف تنشب الحرائق المتتالية، ولماذا في توقيتات بعينها، إذاً الأمر لا يخلو من الجن، أو السحر والشعوذة، وبالفعل طرقوا أبواب المشايخ طالبين إخراج الجن من بيوتهم.

فكر البعض في ترك منازلهم والرحيل عن القرية "المسكونة"، إلى أن انكشف المستور، بعد نشوب حريق داخل 3 حقائب بإحدى المدارس، ليستجوب ناظر المدرسة الطالبات، لتعترف عزيزة بأنها وراء حريق المدرسة وغيرها من حرائق القرية.


كانت تستهدف منازل عائلتها، سواء من ناحية والدها أو والدتها، استهدفت بيوت الأعمام والأخوال.


وفي اعترافاتها أثناء التحقيق معها، أرجعت الطفلة أفعالها إلى شغفها بمشاهدة ردود أفعال أهالي قريتها ورغبتها في جذب الانتباه.

الطفلة قالت أيضاً إنها حرصت على معاودة إشعال الحرائق على فترات زمنية حتى يعتقد الأهالي وجود قوة خارقة.

وعن سبب إشعالها لحقائب زميلاتها، قالت إنه بدافع الغيرة والانتقام منهن لرفضهن صداقتها.

هوس الحرائق

هوس الحرائق أو الـPyromania شخصه علماء الطب النفسي لحالات مشابهة لعزيزة، وبحسب الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي، فالشخص المُصاب باضطراب الحرائق تتكون لديه خاصية الافتتان بالنار والانجذاب لها، ولكل ما يخصها من وسائل اشتعالها، وتكون تجربة الإشعال مصحوبة بالتوتر والإثارة العاطفية.

وأشار إلى أنه ينتاب المريض شعور بالرضا والإشباع عند إشعال الحرائق ومشاهدة ألسنة اللهب تتصاعد وتأكل ما يقابلها لتحوله إلى رماد، لافتاً إلى أنه لا توجد إحصاءات دقيقة ومتكاملة بشأن مرض هوس إشعال الحرائق، لكن نسبة بسيطة جداً من البالغين الذين يشعلون الحرائق هم الذين تنطبق عليهم معايير تشخيص هذا الاضطراب.

وتابع: تزيد نسبة الإصابة بشكل واضح في الرجال على النساء.

ويضيف هندي أن الأطفال المصابين بهذا المرض قد يعانون من تخلف عقلي بسيط أو اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه، كما قد يكون غياب الأب عن المنزل لفترات طويلة أحد الأسباب النفسية التي تدفع الطفل لمثل هذه الأفعال، وقد يكون لدى الطفل أيضاً تاريخ من المعاناة من التبول اللاإرادي. الجدير بالذكر أن رجل الإطفاء الأمريكي جون أور من أشهر المصابين بهذا الاضطراب، فقد أشعل النيران في أكثر من 2000 مكان في لوس أنجلوس طول فترتي الثمانينات والتسعينات.