الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

رسائل تدعو للتمرد على الواقع في كرنفال ريو دي جانيرو

تنطلق مساء اليوم الأحد عند جادة سامبودروم الشهيرة فعاليات كرنفال ريو دي جانيرو السنوي، مع عروض ضخمة بمواضيع متنوعة زاخرة بالرسائل السياسية والاجتماعية الداعية للتمرد على الواقع.

ولطالما شكّل الكرنفال مرادفاً لروح التحدي، لكن الوضع السياسي في البرازيل بعد تولي الرئيس اليميني جايير بولسونارو السلطة قبل عام، حفّز الانتقادات في مدارس السامبا.

وستقدم مدارس ريو عروضاً متتالية في ليالي المهرجان التي تمتد 7 أيام أحد و6 أيام اثنين، أمام 70 ألف متفرج وعشرات ملايين المشاهدين.

يمتد كل عرض نحو 60 إلى 70 دقيقة، تضع في نهايته لجنة الحٌكم علاماتها وفقاً لمعايير متنوعة، بدءاً من تقييمها لمدى غنى الأزياء وصولاً إلى تصميم العربات، مروراً بمدى انسجام أكثر من 3 آلاف عضو من كل مدرسة خلال العرض الذي سيجتاز جادة سامبودروم الممتدة على نحو 700 متر.

وفي العام الماضي، فازت مانغييرا، باللقب للمرة العشرين، من خلال انتقاد الديكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل بين عامي 1964 و1985، وتكريم إحدى أعضاء المجلس البلدي السوداء مارييل فرانكو، التي قٌتلت في مارس من عام 2018.

هذه المرة، ستحمل أغنية مانغييرا عنوان «الحق سيحرركم» المقتبس من آية في الإنجيل غالباً ما يستشهد بها بولسونارو الذي استفاد من الدعم الكبير الذي قدمته له الكنيسة الإنجيلية خلال انتخابه في أكتوبر 2018.

وفي هذا السياق، غرد القس المعمداني هنريك فييرا، الناشط اليساري والمعارض القوي لبولسونارو على عكس الغالبية في الكنيسة الإنجيلية بأن «مانغييرا تمثّل يسوع الذي يرد فعلياً في الإنجيل، يسوع المحبة وصديق المضطهدين».

وللمرة الأولى، ستقدم مدارس السامبا التي تعطي للكرنفال البرازيلي رونقه، عروضها من دون الإفادة من أي مساعدة من البلدية.

ومنذ انتخابه في 2016، لطالما انتقد رئيس البلدية مارسيلو كريفيلا وهو قس إنجيلي، هذا الاحتفال الشعبي الأبرز في البرازيل.

وقاربت قيمة المساعدات 2 مليون ريال برازيلي سنة 2017 (حوالي 680 ألف دولار مع احتساب متوسط سعر الصرف للعام المذكور)، لكنها تراجعت تدريجاً حتى زالت تماماً هذه السنة.

واضطرت مدارس السامبا تالياً إلى التكيف مع المعطى الحالي من خلال تصميم رقصات شبابية يطغى عليها الحس الابتكاري لمواجهة مشكلات الميزانية، والاستعانة خصوصاً بأزياء أو قطع جرى استخدامها في السنوات السابقة.

ويوضح المؤرخ لويز أنطونيو سيماس وهو مؤلف كتب عدة عن الكرنفال لوكالة فرانس برس أن "هذا الجيل الجديد يجعل من الكرنفال فناً لكنه يصنع منه أيضاً احتفالاً سياسياً ملتزماً."

واختارت مدرسة بورتيلا، صاحبة العدد الأكبر من الألقاب في كرنفال ريو مع 22 كأساً، لعرضها الأحد موضوعاً شديد الحساسية في ولاية بولسونارو وهي مسألة السكان الأصليين.

وتوجه المدرسة تحية إلى شعب توبينامبا الذي كان يعيش في ريو دي جانيرو قبل وصول المستعمرين الأوروبيين.