الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

فنان فلسطيني يجسد 21 شخصية في مسرحية «مقهى زعترة»

جسد الفنان الفلسطيني حسام أبوعيشة 21 شخصية، خلال مونودراما مقهى زعترة التي قدمها ضمن مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، منها 16 رجلاً و5 نساء خلال ساعة و10 دقائق.

وتجنب أبوعيشة استخدام أي مؤثرات صوتية أو موسيقى، حيث اكتفى بسرد الأحداث وتقليد الأصوات متنقلاً برشاقة بين الشخصيات.

وقدم قصص مقهى زعترة في البلدة القديمة في القدس والتي تحكي جزءاً من تاريخ مدينة القدس بين عامي 1938 و1979.

ويمثل العمل الذي تناول قصصاً من داخل أقدم وأكبر قهوة في البلدة القديمة، والذي كان يتميز بزبائنه من ذوي التأثير السياسي والاجتماعي والثقافي في القدس على مدار 40 عاماً، حتى أغلق في نهاية سبعينيات القرن المنصرم.

وتدور أحداث المسرحية خلال 40 عاماً تمثل انتماء الناس للقدس ولفلسطين انتماء وطنياً من القلب بعيداً عن التنظيمات والتحزبات، حيث يؤكد أبوعيشة أن ما يقارب 95% من أحداث المسرحية حقيقية جرت في القدس، وكان شاهداً على جزء منها.

ووظف أبوعيشة كل قدراته الفنية من صوت وحركة وتقليد للأصوات كي يبقي الجمهور، الذي كانت تعلو ضحكاته بين وقت وآخر، مشدوداً إليه.

ويتقمص في العمل الذي يعطي للجمهور تفاصيل كثيرة ودقيقة عن أزقة وحواري المدينة المقدسة كثيراً من الشخصيات، منها الطبيب والتاجر والسباك والقائد الوطني وضابط المخابرات الإسرائيلي ومديرو مدارس وجارتهم وغيرهم.

واستطاع العمل أن يجذب الجمهور والنقاد بشكل كبير، حيث إنه كان أقرب إلى أسلوب الحكواتي ولم يعتمد على السينوغرافيا، إلا أن هذه البساطة في الأسلوب شدت الجمهور إليه وفق نهج غير معقد وغير متكلف، لسرد حالة فيها الكثير من القصص والشخصيات والاحتفاء بالمكان الذي يحتل مكانة عزيزة في الذاكرة العربية بشكل عام وهو مدينة القدس القديمة.

تميز أبوعيشة بطل العرض ومؤلفه بمهارته في التمثيل والانتقال بين شخصيات المقهى وتقمص شخصياتهم، وهو الصبي الصغير الذي يعمل ضمن المقهى ويستمع إلى جميع الأحاديث المروية ويذهب في المهمات التي يرسله إليها صاحب القهوة «خليل زعترة» الذي يزوره الطبيب والمعلم والعامل وغير ذلك من الفئات التي تعبر عن عموم الشعب.

وتعرف الجمهور من خلال العمل إلى وصف دقيق للمكان داخل القهوة وحوله، من الطريق الحجري الضيق في القدس العتيقة حين ذهب بطل العمل صالح في مهمة لإيصال الرسالة إلى الطبيب، بالإضافة إلى التعرف على شخصيات المقدسيين وأسلوب حديثهم وبعض طبائعهم.

وعلت الضحكات في كثير من جزئيات العمل، حيث اصطبغ بالصبغة الكوميدية بامتياز، ولم يألف الجمهور كثيراً الكوميديا في المونودراما لكنها كانت ميزة للعمل الذي امتزجت فيه مشاعر الجمهور بين الحنين إلى القدس وبين الطرفة والغضب في بعض جزئياته.