السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

القرآن بأصوات مصرية.. هل تستعيد القاهرة عرش التلاوة من جديد؟

القرآن بأصوات مصرية.. هل تستعيد القاهرة عرش التلاوة من جديد؟

قرآن كريم

"استمع إلى قراء مصر المميزين" بهذه الكلمات أعلنت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية المصرية عن أول قناة للقرآن الكريم بأصوات القراء المصريين، بعد سنوات غاب فيها القراء المصريون من القنوات الفضائية المتخصصة في إذاعة القرآن الكريم، حتى قيل إن مصر فقدت عرش التلاوة الذي استقر فيها لعقود طويلة، فتوارى صوت الشيوخ عبدالباسط عبدالصمد والحصري ومحمد رفعت.

القناة الجديدة لاقت قبولاً لدى الشارع المصري، وخصوصاً القراء المصريين الذين اعتبروها فرصة ليخرج إلى الساحة قراء جدد، فرغم عقد اختبارات للقراء كل عام باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وإجازة الاتحاد لعدد من القراء الجدد سنوياً إلا أن عقد التلاوة لم يضم حبات جديدة بنفس شهرة القراء المصريين القدامى، بعد خفوت نجم إذاعة القرآن الكريم التي كان لها فضل كبير في شهرة القراء المصريين.

متغيرات اجتماعية

وقالت رئيسة إذاعة القرآن الكريم سابقاً، وعضوة لجنة إجازة القراء بالإذاعة هاجر سعد الدين، إن اتحاد الإذاعة والتليفزيون والأزهر ووزارة الأوقاف يعقدون مسابقات سنوية لقراءة القرآن منها مسابقات عالمية، ولكن الموهبة ليست بيد أي مؤسسة، لذلك لم يخرج لمصر قراء جدد خلال الفترة الماضية.

وأضافت سعد الدين لـ«الرؤية» أن غياب القراء المصريين عن الساحة جاء نتيجة المتغيرات الاجتماعية التي طرأت على مصر منذ السبعينيات، بعد انتشار التيار السلفي الذي لم يكن يحب طريقة القراء المصريين للقرآن ويفضلون قراءة شيوخ الحرم المكي والمدني، لذلك فإن وجود قناة للقرآن الكريم بأصوات مصرية وسيلة لتصحيح هذه المتغيرات الاجتماعية.

وأوضحت أن الأسر تهتم بتحفيظ أبنائها القرآن، وتهتم بمسابقات التلاوة ولكن الموهبة هي منحة من الله، وندعو الله أن يمن على مصر بأصوات جديدة في قراءة القرآن.

غياب الكُتاب

المتغيرات الاجتماعية أيضاً كانت مبرر الشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيب قراء مصر في غياب المقرئين الجدد على الساحة المصرية والعربية، حيث قال «أهم هذه المتغيرات هي غياب «الكُتاب»، لأن شيخ الكُتاب كان يهتم بتدريس القرآن قبل القراءة والكتابة، وكان يستمع كل أسبوع إلى تلاوة الطلاب ويصنف أصواتهم، فهذا صوته نحاسي، أو هذا صوت أقرع ليس فيه مميزات، وغيرها من التصنيفات، ويعمل على تحسين تلاوة كل طالب عن طريق تصنيف الصوت مما جعل «الكُتاب» مفرخاً للقراء».

ومن المتغيرات الاجتماعية أيضاً التي تحسب لسيطرة التيار السلفي بحسب الشيخ الطبلاوي، وهو ليالي العزاء، مشيراً إلى أن مصر كانت تشتهر بليالي قراءة القرآن حزناً على الموتى، وحققت هذه الليالي شهرة للمقرئين الذين يحضرون لتلاوة القرآن في هذه المناسبات، ولكن مع الحالة الاقتصادية في مصر وسيطرة التيار السلفي الذي حرم كل هذه المظاهر، فإن العزاء أصبح يقتصر على الجنازة والمقابر، وقليل من المصريين يقومون بإحياء ليالي العزاء الثلاثة.

وأعرب الطبلاوي عن سعادته بافتتاح قناة مختصة للقراءة بأصوات مصرية، مشيراً إلى أن الملك خالد بن عبدالعزيز قال له في يوم «إن القرآن الكريم نزل في الجزيرة العربية، وطبع في إسطنبول وقرئ في مصر»، ولذلك فإن إعادة الاعتبار للأصوات المصرية في التلاوة أمر مهم.

تراجع دور الإذاعة

من جانبه قال الشيخ أحمد محمود أبوالوفا الصعيدي، إن غياب القراء المصريين عن الساحة ناتج من عدم وجود قنوات متخصصة لهم، فإذاعة القرآن الكريم لها الفضل في ذيوع شهرة القراء المصريين، ولكن تراجع دور الإذاعة بصورة كبيرة، وحل محلها القنوات الفضائية التي تذيع القرآن، وهذه القنوات إن لم تكن ممولة لا تحقق نجاحاً لأنه من الصعب الإعلان على قناة قرآن.

وأضاف أبوالوفا أن القنوات التي ظهرت إما ممولة من دول أو من تيارات سلفية، ولذلك فإن القراء المصريين غابوا عن هذه القنوات.

وأوضح أبوالوفا أن القنوات اعتمدت على التلاوات التي تتم في المحراب سواء في الحرم المكي أو المدني، وهي تلاوات تضم أخطاء بحكم أنها ارتجال، مشيراً إلى أن القراء المصريين هم الأفضل في قراءة التجويد وهو ما دفع الشيخ مشاري راشد إلى تحقيق مصحفه من الأزهر الشريف.

وطالب أبوالوفا القائمين على القناة عدم الاقتصار على القراء القدامى فقط، وفتح الباب للقراء الجدد، حتى يظهر قراء جدد بنفس مستوى وقوة الشيوخ السابقين.