قاد مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» شاهده بالمصادفة، المبتكر الإماراتي الشاب سعيد الرميثي إلى اختراع «سمارت غرين هاوس» للزراعة المائية المستدامة (الهيدروبونيك)، ورغم حداثة سنه إلا أنه استطاع أن يحقق الكثير في عوالم الابتكار.
ليس ذلك فحسب، بل طوع مزايا الذكاء الاصطناعي والتحكم عن بعد، لخدمة مشروعه الذي يمتاز بترشيد استهلاك المياه في الزراعة أقل 20 مرة من الزراعة التقليدية في التربة، فضلاً عن الاستغناء عن المبيدات الحشرية، وسهولة الحصاد والزراعة طوال العام.
واستطاع الرميثي أن يخطو في عالم الابتكار بخطوات ثابتة، حتى تمكن في عمر الـ17 من تطوير بعض الأفكار للزراعة المائية، وتقديم ورش عمل للصغار والكبار حول هذه الطرق الحديثة في عالم التكنولوجيا الزراعية.
بدايات الابتكار
وعن بداياته في عالم الابتكار، قال سعيد الرميثي: «بدأت طريقي في الابتكار عندما كنت في المرحلة الثانوية، عبر مشروع (غرين هاوس) للزراعة المائية المستدامة، وقمت ببناء فكرة المشروع في المنزل، والتي تعتمد على تقنية يتم استخدامها لنمو النباتات في محاليل التغذية التي تمدها بكل ما تحتاج إليه من العناصر الضرورية والمغذية لنموها، ومن دون تربة طينية».
وأضاف الرميثي أنه حاول إدخال مزايا الذكاء الاصطناعي على فكرة مشروعه والتحكم عن بعد عن طريق الهاتف واستخدام شبكات الإنترنت اللاسلكية، ليأخذ مشروعه شكلاً جديداً ويحمل اسم «سمارت غرين هاوس».
إيجابيات الزراعة المائية
وأوضح الرميثي أنه نجح من خلال مشروعه في إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية التي تنوعت بين الفواكه كالفراولة والخضراوات كالخيار والطماطم، مؤكداً أن لهذه الطريقة الحديثة العديد من الإيجابيات، منها: إمكانية الزراعة في أي مكان، واستخدام كمية مياه أقل 20 مرة من الزراعة في التربة، لأن المياه تتم إعادة استخدامها، فضلاً عن الاستغناء عن المبيدات الحشرية، وسهولة الحصاد، وإمكانية الزراعة على مدار العام.
قاطرة النمو
ويؤمن المبتكر الإماراتي الشاب بأن الابتكار هو القاطرة التي تقود أي دولة نحو التطور والنمو في شتى القطاعات والمجالات، خاصة أن الإمارات أولت للمبتكرين أهمية كبرى وخصصت لهم شهراً كاملاً من كل عام، يجمع شباب المبتكرين ويرسخ ثقافة الابتكار في كافة مناحي الحياة.
التطوير الذاتي
وأضاف الرميثي أنه يحرص على تنمية مهاراته ذاتياً، من خلال الاطلاع على شبكة الإنترنت والتواصل مع المهندسين من كافة التخصصات من زراعيين وتكنولوجيين، فضلاً عن الاطلاع على أحدث طرق الزراعة والاستنبات، حيث بدأ بناء أول «غرين هاوس» في المنزل بعد مشاهدته مقطع فيديو عبر موقع «يوتيوب».
الأبواب مفتوحة
وأكد المبتكر الشاب أن المناخ الجيد الذي توفره الإمارات ساهم في تشجيع جيل شباب المبتكرين لإخراج أفكارهم وابتكاراتهم للنور، وتشجعيهم على الاستمرار من خلال توفير الدعم الحكومي الذي يفتح لهم آفاقاً جديدة، ما ساهم في تهيئة المناخ لكل مبدع من المواطنين وكذلك المقيمين، فالأبواب مفتوحة أمام الجميع لتحقيق الإنجازات.
دعم مادي ومعنوي
وذكر الرميثي أن دور الأهل والأقارب في تشجيع الشباب على الابتكار ودعمهم المعنوي لا يقل أهمية عن الدعم المادي الذي تقدمه الدولة بمؤسساتها الحكومية والخاصة للمبتكرين الشباب، ومن هذا المنطلق يدعو كافة الآباء والأمهات للاهتمام بأبنائهم ومساعدتهم في تحقيق النجاح وتهيئة الأجواء المنزلية لتكون بيئة محفزة ودافعة على الابتكار.