الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

112 فعالية ثقافية تجسّد قيم التسامح في «هاي أبوظبي»

112 فعالية ثقافية تجسّد قيم التسامح في «هاي أبوظبي»

يتخذ 99 كاتباً وفناناً عالمياً من مهرجان هاي أبوظبي الذي انطلق اليوم الثلاثاء منصة لتبادل خبراتهم وتجاربهم الحياتية عبر ما يزيد عن 112 فعالية ثقافية وفكرية وحوارية وموسيقية وسينمائية مختلفة تعقد على مدار 96 ساعة لتعزيز التسامح في منارة السعديات في أبوظبي.

ويضم المهرجان الذي تنظمه وزارة التسامح، بالتعاون مع مهرجان هاي للآداب والفنون، جلسات حوارية تدعو إلى تقبل الآخر وتعزز التسامح والأخوة الإنسانية التي تميز الإمارات عربياً وعالمياً.

افتتح المهرجان بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير التسامح، وصقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وأحمد جمعة الزعابي وزير شؤون المجلس الأعلى للاتحاد، وميثاء الشامسي وزيرة الدولة، والدكتور زكي نسيبة وزير الدولة.





تنمية ثقافية

وعبّر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عن أمله في أن يكون المهرجان منصة مهمة يشارك فيها الجميع بالدراسة والنقاش حول قضايا التنمية الثقافية والفكرية والفنية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.

واعتبر المهرجان فرصة لتعزيز مكانة اللغة العربية على المستوى العالمي عبر المشاركة الواسعة للمبدعين الإماراتيين والعرب في أنشطته التي تتعلق بالأدب والشعر العربي، وأدب الأطفال والفنون المرتبطة به، وقضايا التنمية البشرية والشباب والمرأة والأسرة.

وشدد على أن المهرجان يعتمد في ذلك كله على أسلوب فريد في التنظيم، بحيث تستمر الأنشطة خلال اليوم كله، وبشكل متوازٍ يكفل للمتابعين الحصول على حقهم في المعرفة واللقاء مع المبدعين والمشاركين.





بين القراءة والمغامرة

قدم أولى الجلسات الحوارية في المهرجان أمس رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد، محمد المر، وتحدث فيها عن حياته التي كرّسها للقراءة والمغامرة بين الثقافات والمكتبات الأدبية في العالم.

وسلط المر الضوء في حديثه على 3 مراحل حياتية دفعته إلى طريق التسامح وتقبل الآخرين، بدأت بمطالعاته لأعمال أدبية لكوكبة من قادة الإعلام والتنوير في جمهورية مصر العربية بمن فيهم الكاتب سلامة موسى والعقاد والمازني ومحمد لطفي السيد وغيرهم الكثير.

وأكد أن الاحتكاك بالمجتمعات الغربية والعربية واطلاعه على الحضارات العالمية والثقافة والفنون بما فيها السينمائية والموسيقية والمسرحية والآداب من العوامل التي عززت لديه الانفتاح على العالم، مشيراً إلى أنه من دون تلك الأدوات سيظل الكثيرون محدودي الأفق ولن يتمكنوا من مساعدة مجتمعاتهم.

وأشار إلى أن دراسته في أمريكا من المراحل الأخرى التي عززت لديه التسامح، والمرحلة الأخيرة اكتسبها بعد عودته إلى الإمارات وتبادله الخبرات مع أفراد المجتمع.

ولفت إلى أن من أكثر الكتّاب تأثيراً في حياته الكاتب المصري سلامة موسى الذي كتب العديد من الأمور الحياتية، منوهاً بأنه اطلع على أعمال الكاتب الأدبية التي تطرق في البعض منها إلى تاريخ الفن والتثقيف الذاتي وتنظيم الوقت وأهمية القراءة.

وأشار إلى أنه تعرف إلى الفلسفة وعلم النفس وعلم المعرفة والأخلاقيات في المرحلة اليونانية من العهد اليوناني والعصور الوسطى لدى دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية.





تذوق الإبداع

وتحدث كذلك في الجلسة الأولى بالمهرجان الشاعر والكاتب العراقي المبدع رشيد الخيون عن حياته مع الأدب، وعرض خلالها إلى البيئة والاجتماعية والاقتصادية والقيم والتقاليد التي نشأ عليها وتأثيرها في فهمه للحياة وإبداعه أيضاً.

وأكد الخيون أهمية أن يتصل الإنسان سواء أكان مبدعاً أو قارئاً بالعالم، ويتذوق شتى فنون الإبداع بمختلف المدارس الأدبية في كافة بقاع الأرض، لأنها تنقل صورة لرؤية الآخر وما يحمله من هموم وقضايا، ومن خلالها يكون التعارف وعلى أساسها ينشأ الحوار بين الجميع.

وأشار إلى أن المجتمع الإماراتي يملك تجربة راقية جداً في التسامح والأخوة الإنسانية تمثل أحد أهم ملامح المجتمع الإماراتي، ويمكن أن تهديها الإمارات للعالم من خلال اللقاءات والمؤتمرات والمهرجانات.





مناسبة استثنائية

وتضمنت فعاليات اليوم الأول ندوات فكرية وحوارات أدبية ولقاءات بين الجمهور ومبدعي العالم، إضافة إلى الحفلات الموسيقية والغنائية العربية والعالمية والعروض السينمائية.

ومن جانبه، قال مدير مهرجان هاي، بيتر فلورنس: «إن انطلاق فعاليات مهرجان هاي في أبوظبي لأول مرة، هو بلا شك مناسبة استثنائية تبعث على الفخر والسعادة، فنحن على موعد في الأيام الأربعة المقبلة مع تجربة فريدة من نوعها نلتقي خلالها أبرز العقول الأدبية والشعرية والفكرية للتعرف على قصصهم ومشاركاتهم الملهمة، ما يمكننا من تصوّر ما سيؤول إليه العالم مستقبلاً».

وقال «يعد المهرجان منصة شمولية تستضيف مختلف الأصوات الملهمة الناطقة بلغات عديدة ضمن حوارات مثمرة، ما يجعله ملتقى بارزاً لتصوّر المستقبل وتخيل ملامحه».