الأربعاء - 29 نوفمبر 2023
الأربعاء - 29 نوفمبر 2023

أميرة المرزوقي.. إماراتية تستكشف الاحتباس الحراري في القطبين

تستعد الشابة الإماراتية أميرة محمد الهرنكي المرزوقي للانطلاق إلى القطب الشمالي خلال الشهرين المقبلين في رحلة ستستمر 3 أسابيع تقريباً، لتستكمل رحلتها التي بدأت بالقطب الجنوبي في الحفاظ على البيئة ورصد أسباب التلوث البيئي ومن ثم نشر الوعي عبر محاضرات في المدارس والجامعات عن آثار التغير المناخي في المناطق التي تزورها.

وقالت الشابة الإماراتية أميرة المرزوقي إن فكرة السفر لاستكشاف أسباب الاحتباس الحراري والوقوف على مسببات التلوث البيئي بدأت لديها منذ كانت على مقاعد الدراسة في إمارة رأس الخيمة، إذ كان حلمها أن تتخصص في علوم البيئة، وأحست بشغفها الكبير، بضرورة تسليط الضوء على تلك الدراسات لدورها المهم في الحفاظ على الحياة على سطح الأرض، إلا أنها توجهت لدراسة علم الحاسوب وحصلت على بكالوريوس فيه، ومن ثم على ماجستير في الأمن السيبراني، ولكنها تتطلع للعمل في مجال يجمع بين البيئة وتقنية المعلومات مستقبلاً لتحقق حلمها.

وأكدت أن شغفها زاد بدراسة المواضيع البيئية بعد قراءتها مقالاً كتبه «المستكشف روبرت سوان»، فقررت البدء عملياً في المجال البيئي عبر دراسة إعادة التدوير ومن ثم التعمق في البحوث الخاصة بالبيئة، وكانت رحلتها لقارة القطب الجنوبي أنتاركتيكا في عام 2015 هي الوجهة مع العالم البيئي الشهير والمستكشف روبرت سوان الذي يعد أول شخص تطأ قدماه القطبين الشمالي والجنوبي لإجراء البحوث، إذ استهدفت من رحلتها نشر الوعي وتسليط الضوء على التغيرات المناخية في أنتاركتيكا وتوعية مجتمع الشباب خاصة.


وأوضحت أن أول رحلة بيئية توعوية خاضتها استغرقت أسبوعين في 2015 وتم الانطلاق من الأرجنتين بالسفينة إلى القارة القطبية الجنوبية والمعروفة أيضاً باسم أنتاركتيكا، ووصلت إلى أقصى منطقة جنوبية وبالرغم من قساوة المكان إلا أنها حرصت على الاستفادة من تجربتها وتعلمت الاستدامة وأهمية الحفاظ على البيئة وحماية أنتاركتيكا كي لا يتأثر العالم بذوبان الجليد وارتفاع منسوب المياه بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وانكسار الجليد الذي يعد خطراً على الحيوانات البحرية كالبطاريق والحيتان المختلفة والفقمات.


وتابعت المرزوقي: «لم أتوقع أن تكون قارة أنتاركتيكا بهذا الجمال، فلا يمكن وصف جمال الطبيعة فيها، لقد كنت أكتشف عالماً أبيض في صحراء ثلجية تضم هضاباً وتلالاً رائعة".

وأردفت: «تعرفت في رحلتي على تاريخ أنتاركتيكا وآثار الصيد غير القانوني إلى أن تم وضع معاهدة أنتاركتيكا لقوانين الصيد ومنع عمليات التنقيب عن النفط في القارة التي لا يعيش فيها إلا العلماء والباحثون لإجراء الدراسات والبحوث في مواسم معينة".

وأضافت: «واجهت صعوبات في رحلتي، كان منها التأقلم مع البيئة الجديدة والبرودة والبعد عن العائلة، لكنني تمكنت من تحقيق شغفي وحلمي في الوصول إلى القطب الجنوبي عبر إيماني بأهمية ما أقوم به، وتشجيع أسرتي الكبير بالرغم من خوفهم علي»، مشيرة إلى أن رحلتها إلى القارة القطبية الجنوبية غيرتها للأفضل ومنحتها الدافع للاهتمام أكثر بالبيئة ونشر الوعي.

وفي عام 2016 وصلت أميرة كأول إماراتية إلى منطقة يونين غليسير في نصف قارة القطب الجنوبي، إذ هدفت رحلتها إلى تجربة معدات الطاقة البديلة في بيئة أنتاركتيكا التي تعد من أقسى البيئات في العالم.

وفي شهر يونيو العام الماضي وصلت المرزوقي مع مجموعة من الباحثين والمهتمين بالبيئة إلى دائرة القطب الشمالي أرتيك سيركل، وساروا مشياً على الأقدام إلى جزيرة سفال بارد داخل الدائرة ومن ثم صعدوا الجبال ورصدوا تلوث البلاستيك في المنطقة.

واختتمت أميرة بأنها تحرص عند عودتها من كل رحلة على تقديم محاضرات في الشركات والمدارس عن قارة القطب الجنوبي لزيادة الوعي البيئي وتشجيع الشباب على الانضمام لهذه الرحلات لما لها من أهمية في حماية البيئة، مؤكدة حرصها في رحلتها للقطب الشمالي على إعداد بحوث مختلفة سيكون لها الدور الكبير في توعية شباب الإمارات الذين أحاطتهم القيادة الحكيمة باهتمام خاص ليكونوا نواة التطور والبناء في المستقبل.