الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أحمد بدير لـ«المواهب الشابة»: لن تكونوا سوبر ستار من أول مشهد.. وخطوات النجاح الحقيقية تبدأ بالفشل المتكرر

أحمد بدير لـ«المواهب الشابة»: لن تكونوا سوبر ستار من أول مشهد.. وخطوات النجاح الحقيقية تبدأ بالفشل المتكرر
قال الفنان المصري أحمد بدير إن إنتاج المسلسلات الدرامية التاريخية يحتاج إلى تمويل حكومي وميزانيات ضخمة لا يقوى عليها المنتج الخاص الذي لن يغامر بأمواله في إنتاج مسلسل تاريخي.

ونصح بدير أصحاب المواهب الشابة بالاهتمام بصقل مواهبهم واستيعاب المهارات الفنية اللازمة، وتقنين الموهبة الفطرية ووضعها في إطارها الصحيح عبر ثقل الأدوات اللازمة، إلى جانب الاستفادة من خبرات المخضرمين، والتحلي بالصبر والإصرار والكفاح وبذل الجهد والقراءة المكثفة، باعتبارها مجتمعة، أبرز عناصر مقومات صناعة فنان «ناجح ومتمكن»، بحسب تعبيره.

وأكد النجم المصري أن الفنان الشاب يجب أن يضع في اعتباره احتمالية الفشل واستبعاد فرضية التحول إلى «سوبر ستار» من الدور الأول، كي يصل إلى النجاح المطلوب، محذراً من وقوع الشباب فريسة للإحباط.


وأشار بدير إلى أن التصرف الذكي الذي ينسجم مع رؤية المخرج، لا يعد خروجاً عن النص بل يضيف إلى الشخصية، مستشهداً بشخصية «عبدالعال» في مسرحية «ريا وسكينة» مشيراً إلى أنه أضاف إليها الكثير من التعبيرات التي أحبها الجمهور، كاشفاً كذلك عن عودته المتجددة إلى الكوميديا قريباً، حيث يُجهز حالياً لمسرحية تحمل اسم «رأس المملوك جابر»، إلى جانب فيلم «حياة جديدة»، إضافة إلى مسلسل رمضاني لا يزال في طور قراءة نصه.


وحول دوره في «ريا وسكينة»، التي تعد أحد روائع المسرح المصري الجماهيري، أوضح بدير أن 50% من نجاح العرض يعود إلى الفنانة الراحلة شادية، وسائر مفردات النجاح تعود للفنانين سهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي، وبذات التوازي روعة النص والإخراج، رافضاً، بتواضع، تحميل ألق دور «عبدالعال»، أكثر مما يحتمل في إنجاح العرض، في حين أكد أن لقب «مضحكاتي» سبب تغييب الفنان الكوميدي عن منصات التتويج.

ويرى بدير أن هناك فنانين شباب يفهمون النجومية خطأ، وقراراتهم ومواقفهم تبدو بعيدة عن صالحهم الفني، رافضاً إطلاق عرض مسرحي على «اسكتشات» العروض التلفزيونية.. وتالياً نص الحوار:



*بداية حدثنا عن بدايات متابعتك للدراما الخليجية، وكيف ترى تطورها مرحلياً؟

الدراما الكويتية لها السبق في سياق الدراما الخليجية عموماً، وهي اول من أسس المسرح والتليفزيون والإذاعة في المنطقة، والآن أصبح هناك نشاط درامي واضح من خلال المسلسلات الإماراتية التي تصور لصالح تلفزيوني دبي وأبوظبي خصوصاً، فضلاً عن الدراما السعودية والبحرينية والعمانية، وبشكل عام هناك تطور مستمر خاصة على مستوى السينما الخليجية الشابة، التي ضافت من ألق النشاط الفني الدرامي.

* برأيك ما مدى تاثير الدراما المصرية على نظيرتها الخليجية، باعتبار الأولى الأسبق تاريخياً؟

الدراما المصرية أثرت في المنطقة العربية ككل، حيث انتشرت اللهجة المصرية من خلال ريادة الفن المصري.

*هل يمكن للقطاع الحكومي تكوين شراكات فنية؟

القطاع الخاص هو المعني بهذا الأمر، فحين قدمت مسرحية «عيلة خمس نجوم» مع الراحلة سعاد نصر وعدد من الممثلين الكويتيين، كانت من إنتاج القطاع الخاص وتم عرضها في الكويت والبحرين ودبي وحققت نجاحاً كبيراً آنذاك.

*لماذا تلقى صناعة النجم الدرامي صعوبة كبيرة في الخليج؟

هناك نجوم كبار في الخليج، ولكن لا شك في أن محطة مصر، مهمة في اكتمال وتوكيد نجومية الفنان عربياً.

*ما هي وصفة النجاح التي تقدمها لأصحاب المواهب الفنية الشابة ؟

الأمر الأهم على الإطلاق هو توافر الموهبة، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية بصقل تلك الموهبة، وفهم التكنيك وتقنين الموهبة الفطرية ووضعها في إطارها الصحيح، ليأتي بعد ذلك دور الممارسة وتراكم الخبرات والاستفادة من النجوم الكبار، كل هذه الأمور مع الصبر والإصرار والكفاح وبذل الجهد والقراءة المكثفة تصنع فناناً، ولكن يجب أن يضع في اعتباره احتمالية الفشل واستبعاد فرضية التحول إلى (سوبر ستار) من أول مرة، ولا حتى العاشرة، فقد يقع في عثرات واختيارات خاطئة للأعمال،وهذه الخطوات الفاشبة هي بمثابة مقدمة للنجاح، وعليه ألا يقع فريسة للإحباط.

*شاركت في برامج مقالب وكاميرا خفية مرات عدة، فهل ردود الفعل التي نراها تكون حقيقية؟

هناك نوعان من البرامج، الأول لا يكون الفنان فيها على علم بأنه سيكون بطل مقلب، أما النوع الآخر فيكون الفنان فيه على علم ولكن لا يعرف طبيعة المقلب، فتخرج ردة الفعل طبيعية وتكون لحظات التوتر حقيقية.

*إلى أي مدى يقبل الجمهور، باعتقادك، أدواراً تراجيدية من الممثل الكوميدي؟

بالنسبة لي بدأت كوميديان، والناس أحبتني في هذه الأدوار من خلال المسرح وبعض الأفلام والمسلسلات، لكن في مرحلة من المراحل أحببت أن أكون ممثلاً يقبل أدواراً مغايرة، على الرغم من كون الكوميديا أكثر صعوبة، وتكمن صعوبتها في كيفية إخراج المشاهد من همومه ومشاكله وتفاصيل حياته وجعله يشعر بالبهجة خلال الساعات التي يمكثها في المسرح أو أمام الشاشة.

وفي اعتقادي فإن أي ممثل كوميدي يمكنه أن يكون تراجيدياً، ولكن ليس كل تراجيدي يمكنه أن يصبح كوميدياً، وهذا لا يقلل من قيمة التراجيديان بالتأكيد.

*مسرحية «ريا وسكينة» من العلامات التاريخية في المسرح العربي، فما سر هذا النجاح الذي ما زال صداه يتردد حتى الآن؟

أوقن بأن نصف عوامل نجاح العرض يعود للفنانة الراحلة شادية، فيما تمثلت بقية عوامل النجاح في الفنانة القديرة سهير البابلي وغول المسرح عبدالمنعم مدبولي، وإبداع النص والإخراج، ولا أعتقد أن نجاح العمل يعود لدور «عبدالعال» مقارنة بإسهام العمالقة.

*صف لنا التعامل بين الممثلين في كواليس المسرحية!

كان فريق العمل مثل فريق كرة القدم، منتهى التفاهم والتناغم والعمل في انسجام وحب ومشاعر إنسانية لا مثيل لها، والجميع أولويته إنجاح العمل وإسعاد الجمهور، وهو ما تكرر في أعمال سبقته وتلته مثل «شاهد ماشفش حاجة، المتزوجون، الجوكر، البهلوان، تخاريف، ماما أمريكا، والزعيم»، وغيرها.



*ارتجلت كثيراً في أعمالك، حتى أصبحت جزءاً من سياق الحوارات اليومية في الوطن العربي، كيف كان ذلك؟

عادة أنا لا أخرج عن النص، ولكن أضيف للشخصية،ضمن سياق رؤية المخرج، مثل شخصية عبدالعال ذلك الشخص البسيط غير المدرك لما يدور حوله، حيث أضفت إليه الكثير من التعبيرات التي وجدت في وقتها أنها أضحكت الجمهور.

*ما أوجه صعوبة انتقال الممثل الكوميدي إلى تراجيدي؟

تكمن الصعوبة في إقناع المشاهد بممثل عرفه الجمهور في أدوار كوميدية، في سياق مخالف تماما، كأن يراه في دور تاريخي مثلما حدث في مسلسل «الزيني بركات»، وكانت جرأة تحسب للمخرج يحيى العلمي، وتحدٍّ خاضه رغم توقع الجميع فشله، بسبب إسناد دور شخصية الزيني بركات إليّ، وأنا معروف كممثل كوميدي.

*لماذا تَندُر مشاهد تكريم الممثل الكوميدي مقارنة بالتراجيدي؟

لأنهم كانوا يعتبرونه مجرد «مضحكاتي»، ولكن الأمر بدأ يتغير مؤخراً وأصبحت هناك جوائز تمنح لنجوم الكوميديا، ومؤخراً حصل الفنان أحمد حلمي على جائزة، والمفارقة أنني قبل شهر تقريباً حصلت على جوائز عديدة، عن دوري في مسلسل «حكايتي»، وقبلها عن دوري في فيلم «هيبتا»، وغيرها.

*ما أسباب تلقيب الفنان الكوميدي بـ «مضحكاتي»؟

هناك فهم خاطئ، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى قيام البعض باستسهال الكوميديا واللجوء إلى الإضحاك من خلال النكات والاسكتشات.

*من هو الكوميديان الذي يضحكك؟

أحمد حلمي، أحمد مكي، بيومي فؤاد، ومحمد هنيدي بالطبع، فضلاً عن مصطفى خاطر وعلي ربيع.

*هل هناك خطورة في تناول الأحداث التاريخية درامياً؟

في الماضي كان الممثلون نجوماً كباراً وكانت التكلفة الإنتاجية بسيطة، أما الآن فأصبح العمل يحتاج لميزانيات ضخمة، ولا يوجد منتج في القطاع الخاص يقبل المغامرة بماله في مسلسل تاريخي معرّضاً نفسه لخسارة جماهير معينة في ظل اختلاف التوجهات حالياً بين الشعوب والدول، ولكن من الممكن أن تتولاها حكومات لتوثيق تاريخها بشكل صحيح، فهي تحتاج إلى ميزانيات ضخمة تقوى عليها الحكومات لا المنتجون.

*كنت من الفنانين الذين تصدوا للدفاع عن الوطن، فهل تعتبر نفسك ناشطاً سياسياً؟

هذا الأمر لا يتعلق بالنشاط السياسي بل بالوطنية، وقد أديت دوري الوطني كفنان رغم نصح الكثيرين لي بالابتعاد عن هذا المعترك، إلا أنني كنت أراه وطنياً وليس سياسياً وعلى الفنان أداء رسالته، وبالفعل تعرضت لهجمة شرسة وسلسلة تهديدات من الجماعات الإرهابية، ولم أتوقف بل عبرت عن هموم الناس عبر أدوار عدة مثل مسرحيات «دستور يا سيدنا، غيبوبة، ومرسي قاعد ع الكرسي».

*هل أنت مع أو ضد مسرح التليفزيون؟

ضد إطلاق اسم «مسرح» عليه، إذ يمكن إطلاق مصطلح «اسكتشات» عليه، فالمسرح له معالم ومعايير من بداية ووسط ونهاية وعقدة وشخصيات، أما ما نراه على التليفزيون فلا يعدو أن يكون لوناً من ألوان الفن المسرحي، وقدم خدمة لمجموعة من شباب الكوميديا وأصبحوا موجودين بفضله على الساحة، وهو غير مرفوض.

*هل استخدام إيحاءات جنسية لإضحاك الجمهور مقبول من وجهة نظرك؟

بالطبع مرفوض سواء كان في مسرحية أو اسكتش، وكان يستخدمه قلة من الفنانين الكبار، معتمدين على المعنى المزدوج، إلا أنهم توقفوا، وهو بشكل عام أسلوب شعبي متدنٍّ في الفن لا يليق بأن نلجأ إليه، خاصة مع رفض الأسر لتلقي مثل هذا الأداء داخل المسرح.

*كيف يستطيع النجم الكبير مواصلة مسيرته في ظل تغير الأجيال؟

بالفعل الزمن يتغير ولا يتوقف عند الفنان، ولكن الفنان الحقيقي هو من يواكب الإيقاع الجديد للعصر مع الاحتفاظ بمبادئه لعمل توازن معين، وهناك من لم يستطع مجاراة العصر فتوقف وانزوى، وهؤلاء مسؤولون عما وصلوا إليه.. وعن نفسي، استفدت من نقلتي إلى التراجيدي.

*متى ستعود إلى الكوميديا؟

قريباً سيحدث ذلك، وللتو انتهيت من عمل مسرحيتين كوميديتين ناجحتين تابعتين للقطاع الحكومي.

*ما الذي يجعلك ترفض عملاً درامياً ما؟

النص أولاً، وبعد ذلك فريق العمل والمخرج، ومدى أهمية الدور وتأثيره في العمل.

*هل من الممكن أن تقبل دوراً بأقل مما يستحق من أجر؟

نعم، وقد جاملت كثيراً حينما كان يعجبني الدور وأشعر أن إمكانات من يطلبه مني قليلة.

*هل أجر الممثل المصري عالٍ، أم أن الغالي ثمنه فيه؟

الغالي ثمنه فيه.

*كيف ترى الأدوار الصغيرة التي يؤديها نجوم كبار؟

المشكلة أننا لا نجيد كتابة أدوار لهؤلاء الكبار تناسب جيلهم، بحيث يتم استغلال خبرتهم وعطائهم الطويل، ومن المفارقات أنني حصلت على جائزة أحسن مسلسل عن دوري في فيلم «هيبتا» رغم أنه لم يتعد 7 مشاهد، فالأمر ليس بمساحة الدور بل بتأثيره.

*ما تقييمك للنجوم الشباب داخل مواقع التصوير؟

تعاملت مع الكثير منهم وبعضهم لديه فهم خاطئ للنجومية، فالنجومية ليست أن تصل متأخراً لموقع التصوير ليقال الأستاذ وصل، وهي تصرفات في الحقيقة مكشوفة وعديمة القيمة.

*ما الذي تراه مختلفاً في النسخة الأخيرة من مهرجان العين السينمائي؟

بساطة الاحتفالية، وبداية العرض بفيلم سوداني، يعني الاهتمام بالجوهر في الدرجة الأولى لا البهرجة والاستعراض والإبهار والنجوم العالميين، فالعالمية تأتي من الإغراق في المحلية.

*ماذا يعني إيقاف مهرجان سينمائي بالنسبة لك؟

شيء تعيس بالطبع، فالمهرجان طاقة نور للشعوب، وملتقى فني ومساحة رحبة لتبادل الخبرات، وإضافة للحياة الثقافية.

ما* دلالة منصات التكريم بالنسبة للفنان؟

رصيد الفنان هو حب الناس والتقدير والتقييم، وأذكر أنني منذ شهرين فقط حصلت على جائزة أحسن ممثل عن مسلسل «حكايتي»، وأهديتها إلى حفيديّ فرح وياسين، حتى يعرفا أن جدهما كان فناناً محترماً ومقدراً من جانب المجتمع.

*هل يصادف التكريم في مجال السينما أهله، أم يبقى للمجاملات مكان؟

المهرجانات عادة تسلط عليها الأضواء، ولكن ربما تدخل المجاملات في الميل لفنان معين، ولكن في النهاية نحن بشر.

*كيف ترى حالة هجرة المذيعين والمذيعات من التلفزيون إلى الدراما؟

لا واسطة في الفن، ومن يقدر له النجاح في هذا الأمر فهو موهوب بالفعل، وأذكر أنهم في الماضي أسندوا دوراً لوجه جديد اسمه عمر الترجمان مع العملاقتين فاتن حمامة وشادية، إلا أنه فشل.

*ما هو جديدك في المرحلة المقبلة؟

هناك مسرحية مع المخرج مراد منير تحمل اسم «رأس المملوك جابر»، إلى جانب فيلم عبارة عن مشروع تخرج طالب بالمعهد العالي للسينما اسمه «حياة جديدة»، إضافة إلى مسلسل رمضاني في مرحلة القراءة.