الثلاثاء - 17 سبتمبر 2024
الثلاثاء - 17 سبتمبر 2024

بالصور.. نوبيون يحوّلون التماسيح إلى حيوانات أليفة تشاركهم المنازل والطعام

حوّل رجال النوبة في أقصى جنوب مصر التماسيح إلى حيوانات أليفة، بهدف جلب الرزق والسياح، بعد أن غادرت مياه النيل وسكنت المنازل لتعيش جنباً إلى جنب مع السكان.

واعتاد النوبيون اصطياد التماسيح من نهر النيل وتقديمها لمن يحبّون كنوع من إظهار القوة، أما اليوم فلم تعد التماسيح في قرية غرب سهيل النوبية، تعيش في النيل فحسب، بل وفي البيوت.

في مطعمه المطل على نهر النيل في القرية، يجلس عبدالحكيم عبده (37 عاماً)، ذو الشعر الكثيف والبشرة السمراء، متأملاً النهر الذي يقول إنه «يمثّل بالنسبة إلى النوبي كيانه وحياته، كل شيء فيه نعتبره مثل الملائكة»، في إشارة إلى التماسيح.

ويضيف أن التمساح اليوم في غرب سهيل، القرية الواقعة في محافظة أسوان على بعد نحو 900 كم جنوب القاهرة، بات مصدراً للرزق وجذب السياح.





تماسيح محنطة

بين شوارع القرية الضيقة التي اصطفت على جانبيها منازل وبيوت ضيافة بألوان الأزرق والأبيض وعلتها قباب ذات نقوش مثلثة، تُعلق تماسيح محنطة على رؤوس الأبواب كعلامة تدل على أن صاحب البيت يستأنس بزواحف النيل.

في أحد هذه المنازل، وقف ممدوح حسن (45 عاماً) حاملاً بين يديه تمساحاً حديث الولادة وإلى جواره حوض إسمنتي واسع يمكث بداخله تمساح آخر طوله نحو متر ونصف.

ويقول حسن مشيراً إلى الحوض «هذه فرانشيسكا عمرها 15 عاماً.. هي حالياً في بياتها الشتوي لا تتحرك كثيراً».

ويضيف وهو يتحسس ظهر تمساحه بيده دون خوف أو تردد «أربيها منذ ولادتها وهي تأكل السمك واللحم والدجاج».

ويوضح حسن أن سياحاً إيطاليين أطلقوا على فرانشيسكا اسمها عند ولادتها.

تعلّم حسن تربية التماسيح من والده، «كان والدي من أوائل الناس هنا في القرية النوبية في تعميم فكرة تربية التماسيح في المنازل لغرض السياحة».

وأضاف أن السياح يأتون لمشاهدة التماسيح وسماع قصصها والتقاط الصور معها، مضيفاً أنه يعمل في مجال تربية التماسيح منذ 20 عاماً.





وداعة مكتسبة

ووفقاً لحسن، يتم تتبع أنثى التمساح لمعرفة المكان الذي تضع فيه بيضها في بحيرة ناصر خلف السد العالي ومن ثم يرصد البيض حتى يفقس ليقوم الأهالي باصطياد صغار التماسيح بمجرد ولادتها.

ويقول «يكبر التمساح معنا في المنزل. وبطبيعة الحال لا يكون نتيجة لذلك شرساً كما هو معروف عن التماسيح، إذ إنه يفقد ذلك بمرور الوقت ومن خلال كثرة تعاملنا معه وتقديم الطعام والرعاية له».

ويدخل عدد من الزائرين المصريين إلى منزل حسن ويلتقطون الصور الفوتوغرافية مع فرانشيسكا، وعلى الرغم من فرح صاحب البيت بكسب بعض النقود، لكنه بدا منزعجاً من مضايقة بعض الزوّار للتمساح.

ويقول حسن بعد أن طلب من سيدة عدم رشّ المياه على التمساح «المصريون يرغبون في اللعب مع التمساح فقط.. أما الأجانب فيقدّرون تماماً هذا الحيوان ويعرفون مدى اختلافه وتفرده».





إلوما وبالوما

ويذكر عبده أن التمساح الكبير في اللغة النوبية يسمى «إلوما»، بينما يطلق على التمساح الصغير «بالوما».

وفي القرية نفسها فتحت سومة منزلها للزوّار الذين يريدون الاستمتاع بالمشروبات النوبية ومشاهدة الرقصات وشراء الأشغال اليدوية، وزيارة التماسيح.

ولا تهاب سومة المرأة الأربعينية التماسيح، وتقول فتاة من العاملات معها في خدمة الزبائن «سومة تربّي هذا التمساح منذ 13 عاماً.. ويستغرب الناس دائماً عندما يجدون امرأة تتعامل مع التمساح».

وتضيف «أحياناً يشعر التمساح بالتوتر، وخصوصاً مع ازدحام المشاهدين، ما قد يسبب له متاعب، ولا يهدأ إلا بتواجد سومة إلى جانبه».