الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ما علاقة المحليات الصناعية بزيادة الوزن والزهايمر؟

يظن البعض أن استهلاك بدائل السكر على نحو منتظم يساعد على تجنب زيادة الوزن باعتبارها خياراً صحياً بديلاً، لكن دراسات أثبتت غير ذلك، داعية إلى توخي الحذر حتى نتجنب الآثار الصحية طويلة الأمد لتلك المحليات.

وأكد أستاذ جراحة السمنة والتمثيل الغذائي الدكتور حمد النعيمي أن المحليات الصناعية لا تنقص الوزن بل تزيد من معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومتلازمة التمثيل الغذائي وأمراض السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.

وأشار إلى أن الاستخدام طويل الأمد لبدائل السكر كذلك قد يسهم في زيادة فرص الإصابة بمرض الزهايمر أيضاً، لما تحدثه من خلل في الوظيفة العصبية، فضلاً عن الصداع وآثار أخرى لدى بعض الأشخاص ضعيفي المناعة.

ويرى النعيمي أن تأثير عدد من بدائل السكر مثل «أسبرتام»، ومادة «الفينيلالاناين»، بالإضافة إلى «السكرالوز»، والمحليات الصناعية التي تنتج من نبات «ستيفيا»، ليس لها أثر يذكر على فقدان الوزن، مشيراً إلى ثمة صلة بين طول فترة تناول المُحلِّيات الصناعية ومخاطر زيادة الوزن والسمنة، وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب.

وفسر ذلك بـ3 أسباب، أولها أن بكتيريا الأمعاء الدقيقة أو ما يُعرف بـ(Microbiome)، التي تحدد جزئياً مقدار الطاقة التي نستوعبها من الطعام من الممكن أن تتعطل بالاستخدام الروتيني للمحليات الصناعية، ما ينتج عنه زيادة في الوزن.

وتابع أن تلك المحليات تحدث خللاً في التمثيل الغذائي، مشيراً إلى أن أجسامنا مبرمجة على الاستجابة للسكر بطريقة معينة، ومنها الشعور بالطعم الحلو، لكن دون وجود سكر فعلي للاستقلاب أو حرق السكر لإنتاج الطاقة كما يحدث في عملية التمثيل الغذائي التقليدية.

وبيّن أن الاستهلاك الروتيني للمحليات الصناعية قد يربك عملية التمثيل الغذائي ويعيد برمجتها بطريقة تعزز زيادة الوزن، وزيادة نسبة السكر في الدم ومقاومة الجسم للأنسولين، ما يعزز فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 14%.

وشدد النعيمي على ضرورة أن تقيد المحليات الصناعية بكميات معينة كونها مواد كيماوية غير طبيعية حتى وإن كانت مجازة من الهيئات المعنية بسلامة الغذاء.

ونبه إلى أن المذاق الحلو للمحليات، يزيد أيضاً من شهية الإنسان، ما يجعله يستهلك كميات كبيرة من الغذاء ويزيد الوزن، منوهاً بأنها تثير مستقبِلات المذاق الحلو الموجودة ببراعم التذوق باللسان والموجودة أيضاً بالطبقة المبطنة للخلايا الإفرازية لهرمون الجلوكاجون بالأمعاء الدقيقة، ما ينتج عنه زيادة إفراز هذا الهرمون المسؤول عن زيادة سرعة امتصاص السكريات من الأمعاء الدقيقة إلى الدم، ويتسبب في زيادة وزن الجسم.

وأشار إلى أن المحليات الصناعية تحاكي حالة الجوع الشديد في الدماغ، ما يدفع البعض إلى السعي للحصول على الطاقة من خلال تناول المزيد من الطعام، مشيراً إلى أن الجسم يتعامل مع هذه المحليات على أنها أشياء غريبة، ولذلك تحدث اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي إذا جرى تناولها باستمرار، ومن ثم تؤدي إلى مشكلات صحية على رأسها السمنة والسكري، كما أنها تؤثر سلباً على المخ والجهازين العصبي والتنفسي.