كسرت الشابة المصرية إيمان حدو احتكار الرجال العزف على آلة السمسمية الشعبية التي تشتهر في منطقة القناة، لتكون أول فتاة تمارس العزف عليها وتحاول أن تطبع نغماتها بالإيقاعات العصرية.
وتأخذنا السمسمية بنغماتها التي تثير البهجة والشجن في آن واحد إلى عصر بعيد، لتتوالى الأحداث في الذاكرة، مثل حفر قناة السويس، والعدوان الثلاثي على مصر، وحرب الاستنزاف وبطولات المدينة الباسلة بورسعيد، وغيرها من الأحداث التي تحكيها السمسمية دون كلمة واحدة، فقط هي تُثير تلك الأحداث في المخيلة لتشعر المستمع بأحاسيس مختلفة.
«غنّي يا سمسمية.. لرصاص البندقية.. ولكل إيد قوية.. حاضنة زنودها المدافع.. غني للمدافع.. وللي وراها بيدافع.. ووصي عبدالشافع يضرب في الطلقة ميه»، كلمات غناها الرجال على السمسمية كانت تبعث الحماسة والأمل من رحم الهزيمة إلى النصر.
وارتبطت السمسمية بالرجال فغنوا ورقصوا وعزفوا على أوتارها، وكانت حاضرة في كل الأحداث الوطنية التي شهدتها القناة، تشحذ الهمم وتعلي الروح المعنوية للجنود المقاتلين وللمواطنين أيضاً.
اقتصر العزف على الآلة الشعبية على الرجال فقط حتى وقت قريب عندما قررت إيمان حدو اقتحام المجال، فتعلمت وعزفت وأتقنت وتحاول إيصال ما تعلمته إلى أخريات.
تؤمن حدو بأن المرأة أيضاً يمكنها فعل ما يفعله الرجال.
الملكة
أطلق أهلي بورسعيد على حدو لقب الملكة لتفردها بالعزف على آلة لطالما ارتبطت بالرجال فقط، وهو لقب تعتز به الفتاة البورسعيدية، وتعتبره دافعاً لتطوير أدائها وإضفاء لمسات عصرية على الآلة الأقرب إلى قلبها من بين كل الآلات التي تجيد العزف عليها.
منذ نعومة أظفارها كان والدها يصطحبها إلى حفلات «الطمبورة» القائمة على الفلكلور الشعبي البورسعيدي بوجه خاص ومدن القناة بشكل عام، استوقفتها موسيقى السمسمية، وسألت والدها: لماذا لا توجد أنثى تعزف على السمسمية؟
وتقول عازفة السمسمية لـ«الرؤية» استفزتني السمسمية، ففي كل الحفلات يكون الرجل هو العازف الأوحد، في سن صغيرة حاولت العزف على آلة صديق والدي، بداية استغربوا إصراري على ذلك لأن العزف عليها يكون بشكل سماعي دون نوتة موسيقية، فاجأتهم بعزفي وانبهر صديق والدي بالأمر وقرر تدريبي.
فيما بعد التحقت حدو بكلية التربية الموسيقية في جامعة بورسعيد، وأجادت العزف على آلات موسيقية مختلفة، إلا أنها اصطحبت سمسميتها معها لتثير أيضاً إعجاب مدرسيها، فهي الوحيدة التي فعلتها في الكلية منذ إنشائها. تستطرد «السمسمية بالنسبة لي نداهة لا يمكن أن أتخلى عنها».
Posted by ايمان حدو on Wednesday, April 24, 2019
فريق نسائي
شكلت حدو صاحبة الـ22 عاماً فريقاً نسائياً تحت اسم «أمواج» تجتمع فيه مع الفتيات من سن 11 عاماً وحتى 15 عاماً، تنقل لهم خبرتها في العزف على الآلة، وتدربهم لـ3 أيام أسبوعياً، وتقدم أغنيات عصرية على نغمات السمسمية إضافة لأغاني الفلكلور البورسعيدي.
حاجة بسيطة كدة لعمرو دياب يارب تنول اعجابكم